رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

جامعة أتاوا تحتفى بالمرأة

أتاوا: إسلام عزام
« إيكانز» هو مركز جديد استحدثته الكاتبة والروائية مى التلمسانى الاستاذ بجامعة اتاوا، مهمته دراسة وتوثيق كل ما انتجه العرب المقيمون بكندا من منتجات ثقافية واجتماعية وفنية اثرت وشكلت المجتمع الكندي.

فالحقيقة ان للعرب الكنديين تأثيرهم على شكل المجتمع الكندى منذ بداية الهجرات العربية لكندا فى القرن التاسع عشر الميلادي.حيث تقول كارولين اندرو مديرة مركز الحكم فى حكومة اتاوا ان اللغة العربية تأتى فى المرتبة الثانية بعد اللغة الانجليزية من حيث اللغات الاكثر استخداما فى العاصمة الكندية أتاوا.. من هنا يتضح مدى التأثير الذى احدثه العرب المقيمون فى كندا داخل المجتمع، فليس غريبا ان تظهر لافتات المحلات باللغات الثلاث الانجليزية والعربية والفرنسية ، ولا ان تجد داخل المدارس لوحات ارشادية باللغات الثلاث ايضا.

وبالتزامن مع الاحتفلات بيوم المرأة العالمى استضاف مركز دراسات العرب الكنديين بجامعة اتاوا « إيكانز» السيدة غادة مالك باعتبارها اول امرأة مصرية تترشح لمنصب سياسى فى انتخابات المحليات بميساساجا، وهوما يضيف بعدا اخر لتأثير العرب الكنديين فى الداخل الكندى فالامر يمتد ايضا لتأثير سياسى لهم فى كندا.

مى التلمسانى التى قاتلت لسنوات من اجل انشاء هذا المركز فى عام 2010 أكدت ان للمرأة العربية المبدعة وضعا خاصا داخل ابحاث المركز التى تتعدد وتتنوع بتنوع منتجات العرب المقيمين فى كندا، وتضيف للاسف فإن مبدعاتنا من النساء يعتبرن غير معروفات داخل الجالية العربية بكندا على الرغم مما حققته بعضهن من انجازات ابداعية وثقافية . وهو ما يفتح الباب على مصراعيه اما اشكالية العلاقة بين الوطن الام ووطن الاستضافة. فأغلب العرب هنا فى كندا يعرفون انفسهم على انهم عرب قبل ان يكونوا كنديين ، وهو عكس ما يحدث مع الجيل الثانى الذى ولد وتربى فى كندا والذى يحمل هويته العربية بداخله كجزء من تكوينه لكنه ربما ينتمى اكثر للمجتمع الكندي.

الى هنا والامر يبدو منطقيا الى حد ما لكن اذا ما وضعنا الى جانبه حقيقة ان ابداعات العرب الكنديين عادة ما تدور حول الهم العربى والقضايا العربية. وبعضها يقدم باللغة العربية ايضا ، فإن السؤال يعود ليطرح نفسه من جديد هل العربى المقيم فى كندا يعتبر نفسه عربيا ام كنديا؟

لقد هاجر هؤلاء من اوطانهم الام واستقروا فى كندا وعاشوا وكونوا مجتمعا له خصائصه التى تميزه لكنهم فى النهاية يحملون هم الوطن الام فى داخلهم. ومع ذلك فإن ابناءهم لا يشعرون بهذا الانتماء بنفس القوة بل ان ما يشغلهم بشكل اكبر هو مشاكلهم اليومية داخل البلد الذين يعيشون فيه.

غادة مالك بدورها نموذج واضح لما اشارت له مى التلمسانى فقد جاءت لكندا قبل ان تنهى دراستها الجامعية وقررت تغيير مسار حياتها بالكامل فدرست وعملت فى عدة مجالات، وتزوجت وكونت أسرتها الصغيرة ومن ثم بدأت فى التفكير بشكل مختلف فى هذا المجتمع الذى تنتمى اليه وتبدو بناتها متورطات فيه للنهاية. من هنا جاء تفكير غادة كما تقول للبحث عن وسيلة للمشاركة بشكل اكثر فعالية فى بناء هذا المجتمع وتحديد أهدافه، وتضيف غادة لقد حققت نتيجة جيدة جدا فى التصويت رغم عدم الفوز فقد وصلت للمركز الثانى فى عدد الاصوات رغم انها المرة الاولى التى اخوض فيها الانتخابات ومنافسى كان عضوا بارزا لسنوات فى المجلس.

الملاحظة الاهم التى تطرحها غادة ان الجاليات العربية لم تتخل ابدا عن عادتها وموروثها الثقافى رغم ان العديد منهم يعيشون منذ سنوات طويلة فى كندا فكانوا يقابلون فكرة ترشحى باندهاش احيانا وتحفظ فى احيان اخرى ، ومع ذلك فلا يمكننى انكار ان الكثيرات من النساء قدمن دعما حقيقيا لى من منطلق اننى وباعتبارى امرأة استحق فرصتى فى الوصول للمنصب. وتضيف غادة انها خرجت من التجربة بأربعة دروس مستفادة اولها موافقة عائلتى على اعادة المحاولة من جديد لأن الامر من الصعوبة ليس فقط على شخصيا بل على افراد اسرتى ايضا. وثانيا انه لتحقيق النجاح فى المرة القادمة يجب ان يكون الاساس الذى سأبنى عليه قويا اولا فى داخل مجتمعى باعتبارى من اصول مصرية، ثم فى الدائرة الاكبر من الجاليات العربية ، ومن ثم بشكل اوسع فى المجتمع ككل بمختلف اصوله. وثالثا يجب تأمين مصادر تمويل قوية. واخيرا ان يكون لدى فريق عمل جيد.

غادة مالك ليست النموذج الوحيد لامرأة عربية تحقق نجاحات داخل كندا دون ان تنفصل عن ثقافتها العربية فهناك العديد من الاسماء كالشاعرة ايمان مرسال والمخرجة التسجيلية تهانى راشد، والشاعرة السورية سلوى فرح، وغيرهن كثيرات.. وبعضهن يقدمن ابداعهن ليس باللغة العربية وفقط بل بالإنجليزية والفرنسية والاسبانية ايضا.

كيفية الاستفادة من هذا الزخم الابداعى هو التساؤل الذى ربما دفع اكثر من 22 استاذا فى الجامعات الكندية المختلفة للانضمام الى مركز دراسات العرب الكنديين ومحاولة تقديم جهد بحثى يوثق كل ما اسهم به العرب للمجتمع الكندي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق