أنا فتاة فى الصف الثانى الثانوى من إحدى القرى، وأتابع بريدك منذ فترة طويلة، واستفدت منه دروسا كثيرة، ولا أعلم إن كنت ستهتم برسالتى أم لا. فأنا لا أبعثها لكى تحل لى مشكلة، وإنما أرسلها لأن لى طلبا يلح علىّ دائما، فكل أمنيتى هاتف محمول لأكون مثل الجميع، حيث إن لدى هوسا بهذه التكنولوجيا، التى لم تصلنى بعد، وأبى يرفض أن يعطينى ثمن الجهاز، ووافق على أن أحصل عليه بأى طريقة.. وحاولت أن «أدبق» من مصروفى، ولكن كل ما استطعت تدبيقه خلال عام هو ستون جنيها،
وعندما ذهبت إلى المحل، وعرضت على البائع هذا المبلغ سخر منى، وطلبت من أقاربى أن يساعدونى فى شراء هاتف لى، لكن كل منهم مشغول بنفسه، ولا أستطيع الانتظار إلى أن أتخرج وأعمل، ثم أشترى الهاتف، وأعلم أن الكثيرين لديهم أكثر من هاتف يزيد على حاجتهم، وربما لا يبخل أحدهم به علىّ، ويمكن أن يعتبره دينا علىّ سداده فيما بعد.. إن صديقاتى جميعا لديهن أغلى «الموبايلات»، وأنا أتحسر على حالى، وأؤكد لك أن الهاتف لن يعطلنى عن المذاكرة، وإنما سيكون حافزا لى على الاجتهاد.
أرجوك: أنشر رسالتى فقد ضقت ذرعا بتحمل حرمانى من الهاتف، وربما أكون «فتاة تافهة فى نظر حضراتكم»، لكنى لا أجد سواكم ألجأ إليه، فأنا أشعر انكم أسرتى.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
أخطر ما فى رسالتك يا ابنتى، هو ما قلتيه عن أن أبيك يوافق على حصولك على الهاتف المحمول بأى طريقة، ولا أدرى إذا كان رده هذا نوعا من المزاح أم أنه قصده بالفعل؟ لكنه رد خطير لا يدرك تبعاته، فالفتاة التى تسمع من أبيها هذا الكلام من الممكن أن تسقط فى براثن من يفترسها أو يهوى بها إلى الحضيض، ويفقدها أعز ما تملك بدعوى أنه سيعطيها تليفونا محمولا، فأرجو من أبيك أن يشترى لك الهاتف، وهناك هواتف بأسعار بسيطة، والأهم هو أن تعلمى أن حصولك على الجهاز بأى طريقة كما تقولين سوف يكلفك ثمنا باهظا، وقد تفقدين نفسك.. ويا أيها الآباء والأمهات: انتبهوا لمثل هذه الأخطار وهى تحت أقدامكم.
رابط دائم: