رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«السينما» والطريق لتكامل عربى إفريقى

د. مصطفى فهمي
يأتى التعاون السينمائى بين مصر وموريتانيا بعد أسبوع سينمائى أقيم فى نواكشوط بداية لتعاون أفريقى عربى يجب أن يستمر ، «ويتطور» .

خاصة أن المؤتمر الاقتصادى شهد رغبة الأشقاء الأفارقة فى إتمام هذا التعاون بجميع صوره الذى شهد الافتقار للمشاركة المصرية فى بعض الصناعات منها صناعة السينما، فلابد من النظر بعين الاعتبار والجدية للبلدان الافريقية الأعضاء فى الجامعة العربية بشكل خاص ، والأخرى غير الأعضاء بشكل عام خاصة فى مجال الثقافة والسينما احدى وسائلها.

صناعة السينما العربية الإفريقية صارت بحاجة ماسة إلى تكامل حقيقى تقوده مصر باعتبارها أحد أهم مراكز هذه الصناعة فى العالم العربى والقارة السمراء خاصة فى ظل التوجه الراهن نحو إعادة مد جسور التواصل مع محيطيتها العربى والإفريقى .. فالمؤتمر الاقتصادى والقمة العربية وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإثيوبيا تحركات ينبغى أن تحتل السينما فيها موقعا متقدما.. سواء باعتبارها مؤثرا ثقافيا مباشرا أو باعتبارها صناعة تحقق التكامل الاقتصادي.

ولعل كلمة الرئيس الصومالى فى المؤتمر الاقتصادى قائلا «الاستقرار فى مجال الأقتصاد المصغر هو غاية فى الأهمية» ، وقال أيضا «استغلال المقومات التكنولوجية للتنمية قد صار من المهم استغلالها لدعم الأستثمار» .. تعبر ضمنيا عن استعداد هذا البلد الشقيق للدخول فى استثمارات مصغرة ومن الممكن أن يكون احدى مشاريعها الاستثمار السينمائى هذه الصناعة التى افتقدتها الصومال بعد سقوط نظام سياد برى عام 1993 الذى دمر بسقوطه السينما الصومالية بهويتها العربية والافريقية ، فأغلقت وكالة السينما الصومالية التى كانت تجلب الأفلام المصرية فترتى السبعينيات ، الثمانينيات من القرن الماضى .

تأتى ضرورة التعاون السينمائى العربى الافريقى من خلال مصر ضرورة ملحة فى الوقت الحالى خاصة مع الدول الافريقية الناطقة بالعربية كبداية .. موريتانيا ، الصومال ،جيبوتى ،جزر القمر؛ لأمرين ..الأول.. ليعرف العالم أن هناك كيانا عربيا أفريقيا قويا تقوده مصر ويتأكد هذا البعد فى كلمة الرئيس الصومالى قال حين «مصر الجسر الذى يصل بين افريقيا والعالم العربى ، والجسر الذى يصل بين أفريقيا وآسيا» ؛الأمر الثانى يتمثل فى ضرورة محاربة الإرهارب الذى أنتشر فى العالم العربى والكثير من الدول الأفريقية بأشكال مختلفة ولعل كلمة الأمير مقرن بن عبد العزيز ولى عهد المملكة العربية السعودية قائلا «تشهد منطقتنا تحولات سياسية وإقتصادية وأمنية أثرت سلبيا على مسار التنمية وبرزت من خلالها ظاهرة الأرهاب بشكل مروع» تؤكد ضرورة تعاون عربى أفريقى فى مجال صناعة السينما لأنها الأداة الثقافية السريعة المؤثرة لدى قطاع كبير من الجمهور خاصة الشباب ، بخلاف عائدها المادى وتأثيرها الاقتصادى على الدول العربية والافريقية.

الجانب الأكثر أهمية فى ضرورة هذا التعاون يرجع لرغبة شباب السينمائيين العرب ، والأفارقة العمل تحت مظلة حكومية ينتمون إليها توفر لهم الدعم المادى والفنى بدلا من اللجوء للغرب الذى يفرض شروطه ويطمس الهوية ويخدم مصالحه من خلال السينما.

من هنا يجب تشجيع الترحاب الذى أعطته الدول الأفريقية الشقيقة ، وكذلك العربية فى تفعيل فن السينما ، وصناعتها أحد أهم الوسائل الثقافية لحماية شعوب قارتنا ، وأوطاننا من فكر غربى يدمر الشباب على وجه الخصوص ويطمس هويته ، بخلاف استغلال العائد الاقتصادى لهذه الصناعة التى تملك القارة الأفريقية ، والمنطقة العربية كل المقومات الطبيعية لهذه الصناعة ، وامتلاك مصر للتطور التكنولوجى والكوادر الفنية ذات المستوى العالي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق