و آخر هذه المحاولات كانت للسفير الدكتور السيد أمين شلبي، الذي صدر له أخيرا كتاب جديد تحت عنوان «العلاقات المصرية الأمريكية 1952 ـــ 2015»
والحقيقة أن هذا الكتاب يستحق اهتماما خاصا لأنه يعتبر أول محاولة جادة لرسم ملامح العلاقات المصرية الأمريكية في إطار واضح بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير و ما تلاها من أحداث، وصولا إلى ثورة الثلاثين من يونيو.
و يمكن تقسيم الكتاب لستة أجزاء يتعرض كل منها إلى فصل من فصول هذه العلاقة عبر التاريخ . وتلك الأجزاء هي : من العهد الملكي إلى العهد الناصري (التوقعات و القيود ) و أنور السادات والعلاقة مع الشريك الكامل، و حسني مبارك بين التعاون والاختلاف، و العلاقات في 25 يناير و ما بعدها ، والجدل الأمريكي حول مصر.. و أخيرا مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية.
و بقراءة تفاصيل رؤية شلبي لتاريخ العلاقات المصرية الأمريكية حتى يومنا هذا يظهر جليا أنه وضع يده على أهم مفاتيح قراءتها و الغوص في تفاصيلها . حيث أظهر الوجوه التي تعاملت بها واشنطن مع مصر منذ انتهاء الاحتلال البريطاني حتى يومنا هذا ، و كم المساعي الدؤوبة التي بذلتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإدخال مصر بيت الطاعة الأمريكي. و يكشف الكتاب أيضا كيف كانت مصر غصّة في حلق الولايات المتحدة لسنوات في الكثير من القضايا الدولية، و أبرزها القضية الفلسطينية.. و كيف سعت واشنطن لاستغلال المساعدات المقدمة إلى مصر كأداة للي ذراعها بعد أحداث الثلاثين من يونيو ، إلا أنها تداركت الموقف سريعا بعد ذلك بإعلانها الوقوف إلى جانب مصر في الحرب على الإرهاب.
و لعل أهم فصول الكتاب على الإطلاق هو آخرها، والذي يضع فيه السيد أمين شلبي رؤيته حول مستقبل علاقات القاهرة وواشنطن بعد المتغيرات الخطيرة التي طرأت على الساحة، و أبرزها ثورة الخامس والعشرين من يناير و ما تلاها من أحداث. و في هذا الصدد أيد المؤلف رؤية وزير الخارجية سامح شكري، الذي صرح فيما قبل بأن العلاقات بين البلدين تعود إلى مسارها الطبيعي بشكل تدريجي . و قال المؤلف إن في تصوره أن العلاقات المصرية الأمريكية يتحكم فيها عاملان أساسيان هما ما سيحددان شكلها في المستقبل : أولا: الرغبة المشتركة في بناء علاقات إيجابية . و ثانيا: مراعاة النظام الجديد في مصر لقضايا حقوق الإنسان و الحريات والتظاهر السلمي و المشاركة السياسية الواسعة .
الكتاب: العلاقات المصرية الأمريكية
المؤلف: د. السيد أمين شلبى
الناشر: دار الجمهورية للصحافة 2015