المؤتمر الذي نظمته اللجنة بالتعاون مع منظمة الصوت المسيحي في احدى قاعات البرلمان الكندي شهد حضورا واسعا من مواطنين كنديين عاديين دفعهم القلق على امنهم الشخصي للحضور والمشاركة في فعاليات المؤتمر. ودعا المشاركون فى المؤتمر لدراسة سلوك الشباب الذي يلتحق بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وكذا البحث في تاريخهم وعلاقاتهم بمجتمعاتهم قبل ان يتخذوا قرار السفر للموت, وأشاروا إلى أنه من اللافت للنظر أن اغلب المنضمين حديثا لداعش هم ابناء الطبقة الوسطى وهو ما يتعارض مع نظرية الرئيس الامريكي باراك اوباما التي اعلنها من قبل والتي اكد فيها ان التعاطف مع الارهاب يتزايد في المناطق الفقيرة وان سبب الازمة هو اقتصادي في المقام الاول. لكن الواقع يؤكد عكس ذلك بدليل التحاق العديد من ابناء الاسر الكندية المتوسطة بالتنظيم الارهابي. وهو ما يعني بالضرورة ان هناك فكرا دينيا ضاغطا بشكل ما يؤدي الى هذا السلوك, وهو ما يتطلب تنقية الفكر الاسلامي مما قد يؤدي للتطرف بشكل او بآخر.
وذهب السيناتور دون ميردث عضو البرلمان الكندي الى ضرورة تضافر جهود المسلمين والمسيحيين واصحاب كافة العقائد حول العالم لمحاربة ما اسماه بالغزو الارهابي للعالم. واكد ان على دولة كبرى مثل كندا يقع دور كبير لمواجهة ذلك، ليس فقط عبر اتخاذ خطوات جدية لمحاربة مسلسل القتل حول العالم بل ايضا في نشر القيم الكندية التي تكفل للجميع ان يعيشون في سلام في نفس المجتمع.
اما سفير الحريات الدينية د. اندرو بنت فقد اكد انه ورغم الميزانية الضئيلة للجنة الحريات الدينية بكندا والتي لا تتجاوز الخمسة ملايين دولار ، الا انهم يسعون للعمل بجدية في كافة الدول لخلق مناخ من السلام قائم على حرية الاعتقاد وقبول المختلفين. وضرب امثلة بمشروعات يتم تمويلها في باكستان لهذا العام. وأكد بنت على ان مواجهة الارهاب لا يمكن ان تتم بالانغلاق على الذات بل تكمن في الانفتاح على ثقافات اخرى ومحاولة استيعابها بهدف الوصول للسلام والتعايش جنبا الى جنب.