هذا هو الخط الرئيسى فى كتاب (قصائد ليلكية) الديوان الذى بين ايدينا لفدوى فؤاد عباس. ولأن الشاعرة اختارت زهرة الليلك(وهى رمز للهوية) ؛ فقد جاء هذا العنوان دالا عما يشير اليه (شتات الهوية) بعيدا عن الارض.. فهذا الفلسطينى الدؤوب، خارج الارض وداخلها، يعبر في متوالية شعرية واعيةعن ذاته حين يعلو الصوت الشعرى منذ البداية (سميت ديوانى قصائد ليلكية-لأن الليلك هو البنفسج- والبنفسج لون الروح والعروبة- هى روحى )..
وتتوالى خطوط المتوالية الشعرية الدالة، لتمضى الى نهاية السياق في التصور عما يحدث لنا وبنا ..
هناك الطفل الفلسطينى بين سؤال وجواب ( سألنى طفل فلسطينى صغير: متى تعود رجلاى ..و.. آه ياطفل غزة الذى اغتالوه..و..لابد ان نطردهم من فلسطين- حينئذ ياطفلى ستنظر الى اعلى على رغم الجراح) ونصل الى الجواب (الصامدون يا أطفال فلسطين- والصهاينة هم الضيوف غير الدائمين ) ثم هناك (الخبز الفلسطينى) ؛ وفى مرة اخرى (..ودمى كنعانى- تعود الفلسطينى الجوع لكنه لم يألف البعاد- يريد الوطن و).. وندرك ان صاحبة الليلك لاتفرق كثيرا بين فلسطين والقاهرة (حيوا معى قاهرة)..و(شمس مصر لاتغيب- انها تجول في قلبى )، فالقاهرة تمثل وترا عروبيا لا يغيب، وهنا تتعدد الخيوط وتتوحد ، في هذا الحس العروبى حين تتجسد الهوية الشعرية فيه بين الخاص والعام.
وعلى هذا النحو نحن امام متوالية شعرية ، لاتؤكد على مكانة فلسطين، اوالعرفان بأهمية القاهرة وحسب ، وانما تصل في اقصى تعبيردال لها الى التعبير عن الآخر،عند(تمثال الحرية)اذ يحمل هذا الرمز- الذى يتكرر في عديد من كتاباتها الشعرية والروائية الكثير من خطوط الخطاب الشعرى الثابت ، ففى حين لاتغفل الشاعرة القاهرة، او تزايد على حضور العروبة والتراث الفلسطينى فهي تعبر- في سياق شعرى دال - الى كشف السر وراء تمثال الحرية (وقد بدت تجليات هذا التمثال في رواية مهمة لها منذ سنوات بعنوان «خبز المنافى»).
والواقع ان تمثال الحرية اكثر الخطوط التى تمضى في المساحة الفنية:
ان اهم ضلع في مثلث الليلك هنا ، فضلا عن حضور فلسطين واهمية القاهرة ، هو تمثال الحرية (التمثال الامريكى) وماوراءه من رموز تعبيرات واعية، اذ يعلو صوت الشاعرة عن اصحاب التمثال بعبارات دالة اشد الدلالة، متوالية في سياق شعرى ثابت.
الكتاب: ديوان (قصائد ليلكية )
المؤلفة: فدوى عباس
الناشر : دار المهاب للنشر القاهرة 2015