وأصبحت أى أم تنظر لابنتها المعاقة بعين الحسرة وهى تقول فى سرها «يا ورد مين يشتريك» ، وصرنا كمن يرجع للوراء لعصور الجهالة والتخلف عندما كان يقوم العربى «بوأد» بنته فى التراب حيث أصبحت الفتاة المعاقة «مؤدة» ليست مدفونة فى التراب، ولكن حبيسة بيت أبيها لا تبرحه أحيانا إلا عند الوفاة.
تلك المشكلة الكبيرة ترجع بالأساس لثقافة مجتمعية سلبية تفرغ الشخص المعاق من قدراته وطاقاته وتجعله كما مهملا بلا فائدة أو تصفه بأنه متواكل ينتظر العون والمساعدة من المحيطين به.
وتتعاظم المشكلة أكثر بسبب أولياء الأمور، فعندما يبادر شخص معاق بالتقدم للارتباط بشخص غير معاق سواء كان فتى أو فتاة يشعر أولياء الأمور أن ذلك أمر مستحيل، فيؤثرن السلامة برفضه حتى لو كان ابنهم أو بنتهم راضين عن الشخص المعاق متناسين فى ذلك أن أحد أبناءهم أو هم أنفسهم كانوا بل ولا يزالون عرضة لأن يكونوا أشخاصا معاقين ويمرون بمثل هذه التجربة المريرة، وتزيد الدهشة عندما تعلم أن بعض الأسر تقف أمام زواج شخص معاق من فتاة معاقة،
حل مشكلة زواج المعاقين من الجنسين يكمن فى وضع تشريعات جديدة تفرض غرامات مالية مغلظة على أولياء الأمور الذين يرفضون تزويج أبنائهم بأشخاص معاقين، وإلا فسيكون أولياء أمور الأشخاص المعاقين وبخاصة الفتيات مضطرين لتقديم عروض مغرية للشباب مثل تزوج بمعاقة وخذ الثانية مجانا .. ولا ننسى فى ذلك أن هناك تجارب إيجابية من فتيات وشباب غير معاقين كانوا من الحكمة والنبل والإيمان بالله بالدرجة التى دفعتهم نحو الإصرار والتمسك بمن اختاروهم من أشخاص معاقين ليكملوا معهم مشوار الحياة، فإن كان المعاق فقد شيئاً من قدراته أو حواسه فقد عوضه الله بقدرات وطاقات أخرى وهذا ما ينبغى علينا جميعا أن نفهمه ولا نحاسبهم على أشياء لم يتدخلوا فيها.
كفيف - مدرس مساعد بقسم الإعلام جامعة طنطا