رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

جروبات نسائية على الفيس بوك لطرح المشكلات الزوجية
خيانة .. فى الفضاء الإلكترونى

تحقيق- حسنى كمال
لم تعد شبكات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» وقفا على التعارف بين الشباب وتبادل الصور والحكايات والأخبار حتى وان كانت مجرد شائعات، واقتحمت الزوجات هذا العالم الافتراضى بحثا عن حلول لمشكلاتهن الزوجية وأسسن «جروبات» للمتزوجين والمتزوجات يتبادلون خلالها ما يعترض حياتهم من مشكلات، ويتبارون جميعا فى إفشاء الأسرار الزوجية ، فى كثير من الأحيان يتبادلون الصور الشخصية والعائلية والتى تتباهى بنشرها كثير من الزوجات.

علماء الدين أكدوا ان إفشاء الأسرار الزوجية على الملأ لا يجوز شرعا ، وأن افشاء الأسرار وتبادل صور الزوجات قد يؤدى الى أن تصبح مصدرا للفتنة بين الرجال والنساء . وأن ما يحدث بين الرجل والمرأة، أمانة لا يجوز إفشاؤها، وأن الشكوى من الزوج لا تجوز إلا أمام القاضى أو المفتي.

ويقول الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن إفشاء الأسرار الزوجية مما يحرمه الشرع، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عنه، وقال: «مثل الرجل يفضى إلى زوجته وتفضى إليه ثم يفشيان سرهما كمثل شيطان لقى شيطانة فى الطريق فقضى حاجته منها، فقام وتركها والناس ينظرون»، ومن ثم فإن هذه الأسرار الزوجية التى تنشر عبر وسائل التواصل وإن لم يصرح فيها بهذه العلاقة الجنسية إلا أنه قد يستنبط منها ذلك، فيفضى الأمر إلى محذور شرعي، والفرض أن العلاقة بين الرجل والمرأة فى ظل عقد الزواج، هى علاقة شديدة الخصوصية لا ينبغى أن يطلع أحد على مجرياتها، إلا إذا دبت خصومة بينهما ففى هذه الحالة يسوغ شرعا تدخل بعض المخلصين لإصلاح ذات بين الزوجين، وفيما عدا ذلك لا يباح إعلان هذا الأمر إلا أمام القاضى الذى يجب أن يستوضح منهما تفصيلاته فى حجرة مغلقة وليست علنا لأن العلانية فى مثل هذه الأمور محرمة شرعا، بسبب مآلات الأشياء، والشات محرم شرعا بين المرأة والرجل، ولا توجد علاقة بريئة عبر التواصل الاجتماعى إذ لابد أن تؤدى إلى مفسدة، وسيؤدى الأمر إلى ارتكاب المحذور آجلا أو عاجلا، وهناك أسر كثيرة انهدم بنيانها وتم الطلاق بسبب هذه العلاقات، ولكن قد يجوز نفعا للبعض ولكن يجلب مفاسد لا حصر لها، ولكن إذا كان هناك مقتضى شرعى يطلبه الشرع فليس هناك ما يمنع من أن يكون هناك نوع من التواصل بضوابط الشرع بحيث يقتصر التواصل بين المرأة والرجل على الأمر المشروع، ولا يتجاوز إلى غيره، أو الاستفتاء فى أمور الدين أو شرح مسائل علمية أو توضيح أمور علمية، تتم عبر شبكات التواصل.

تبادل الصور حرام
ويضيف، إن وضع الصور على الفيس بوك من المحرمات شرعا، وليست المرأة مجبرة على وضع هذه الصور فكثير ممن يردن التواصل مع أمثالهن أن يأتين بصور مختلقة كصورة مصحف أو مئذنة أو صورة طفل، أو كلمة، أو رمز، وهذا يغنى عن وضع الصور على مواقع التواصل، وعقابهن شديد وهى تمثل معاصى أمام الله، وهى أمور محرمة شرعا، بالإضافة إلى أن استعمال هذه الصور يؤذى صاحبتها، وربما يتم التلاعب فى هذه الصور فيما بعد، وعلى المرأة التى تعودت الحديث مع الرجال عبر الشبكات الاجتماعية فى الأمور الزوجية أو أن زوجها فعل معها كذا وكذا أن تقلع فورا عن هذا العمل لأنها ترتكب أشد معصية أمام الله عز وجل.

اسم وهمى للمرأة
ويقول الدكتور نجيب عوضين أستاذ الشريعة الإسلامية، وكيل كلية حقوق القاهرة سابقا، بمناسبة انضمام المرأة إلى بعض (الجروبات) على مواقع الفيس بوك قد يكون ذلك بمناسبة المشاركة فى إبداء الرأى فى موضوع اجتماعى أو ثقافى أو سياسى كالتعليق على خبر أو واقعة أو حديث، فالمرأة مثلها مثل الرجل على حد سواء، ولا حرج فى ذلك، مع حرصها على ألا تظهر على هذه المواقع ما يدل على عنوانها أو شخصيتها، ولا يحق لها أن تضع صورة شخصية لها كما يحدث فى كثير من الأحيان لأن ذلك يفتح عليها بابا للمعاكسات، أو من يقوم بمضايقتها أو نحو ذلك، أما إذا كان الموضوع فى صورة اتفاق بعض النساء على القيام بما يسمى الدردشة، كل امرأة تقص ظروفها الاجتماعية وعلاقاتها الزوجية، ومشكلاتها مع الزوج، وتقوم باقى المجموعة بالتداخل معها بالكتابة والتعليق على هذه المشكلة، ويتبادلن الأدوار، فإن ذلك قطعا نوع من إفشاء أسرار الحياة الخاصة، لأن العلاقة بين الرجل والمرأة حث النبي، صلى الله عليه وسلم، أن تكون فى إطار أسرار الأسرة الداخلية، ولا تناقش إلا بين الأهل لمحاولة الإصلاح بين الزوجين عند الخلاف، ولذلك لما وصل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، أن رجلا يحكى تفاصيل العلاقة بينه وبين زوجته من الناحية الجسدية، فقال صلى الله عليه وسلم، أيحب أن يسير عاريا فى الطريق يشاهده كل الناس، فقد يستغل بعض الذين يمكنهم الدخول إلى مثل هذه المواقع بسهولة هذه الأسرار، ومن السهل التعرف على أصحابها، حتى ولو لم تذكر اسمها أو لم تضع صورة شخصية لها يمكن التعرف على صاحبة الكلام أو الكتابة، عندها يتدخل الشيطان بالفتنة بين المرأة وزوجها عن طريق هؤلاء وقد يؤدى ذلك إلى هدم الأسرة والفرقة بين الزوجين، لذلك نرى أن أجهزة التواصل الاجتماعى لم تصنع لهذا الغرض، وأن استغلالها فى مثل هذا المجال هو نوع من الإفساد، ومحل هذه الأمور يكون بين الأهل والأقارب، أو المتخصصين من الأطباء النفسيين إذا تطلبت الضرورة ذلك، والمرأة الكريمة ذات الأصل فى التربية، لاتخرج أسرار بيتها حتى إلى أقرب الناس إليها، فما بالنا لو كان ذلك على الملأ بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، ومواقع التواصل الاجتماعى متاحة للجميع، وكم قضت شائعات على أسر كثيرة، والله تعالى يقول فى شأن الغيبة وإفشاء الأسرار التى تؤدى إلى إشاعة الفاحشة والبغضاء بين الناس، مشبها هذا العمل بصورة ممجوجة للناس، فيقول تعالى: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، كما أن بعض النساء من غير الأسوياء يحببن التفاخر والتظاهر بالحديث عن أمورهن الشخصية من باب أنها صاحبة كلمة أو حظوة عند زوجها، فيأتيها الأثر بخلاف مقصودها، فالأمر واضح بخلاف المرأة التى تبدى رأيها فى الأمور الثقافية أو السياسية أو الاجتماعية بالضوابط الشرعية التى لا تظهر فيها معلومات تيسير التعرف على شخصيتها، والعلاقة بين المرأة والرجل الأجنبى وليس قريبا لها، فيحرم قطعا التواصل معه بطريق الحوار على (الشات)، وكما نشاهد فى بعض الأعمال الدرامية يقنع الرجل الأجنبى المرأة بأن تظهر على الكاميرا الخاصة بالجهاز الخاص بها، وهذا كله من الأمور المحرمة شرعا، ومبدأ سد الذريعة ودرء المفسدة يوجبان على المرأة الابتعاد عن هذا الأمر ولأنها فى الغالب تجعله سرا سواء بعيدا عن أهلها أو زوجها فيعد ذلك إثما يدخل فى إطار قول النبي، صلى الله عليه وسلم «الإثم ما حاك فى نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس».

لابد من المراقبة
ويقول الدكتور سعيد عامر أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية: لما كانت الحياة الإنسانية لا تستغنى عن التعاون بين الرجل والمرأة، لم يمنع الإسلام من محادثة الرجال للنساء والعكس ومخالطتهم أحيانا، لضرورة تقتضى ذلك، ولكنه ألزم الرجل والمرأة بعدة توجيهات تهدف إلى حسن التربية على الأخلاق والآداب التى تحفظ على الإنسان عرضه وكرامته وتصون العرض والشرف وتبتعد عن مواطن التهمة والريبة.


أهم هذه التوجيهات: الجدية فى القول، على أن تكون المحادثة بين الشاب والفتاة (رجل وامرأة ) فيما فيه نفع، وأن يكون بلا ترقق فى الكلام، خاصة من المرأة للرجل، فيجب أن تكون المرأة حذرة كل الحذر فى كلامها وتنتقى الألفاظ بعناية، قال الله تعالى (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) والجدية فى المظهر والسلوك فى أثناء المحادثة، ويجب على المرأة ستر بدنها أمام الأجانب عنها، وتبتعد عن التبرج الذى يؤدى إلى الفساد وهو ما يجب أن تتجنبه المرأة تماما بعداً عن الريبة ومواطن السوء، فالمرأة إذا كانت فى غاية التستر لا يطمع فيها أحد، بخلاف المتبرجة، فإنه مطموع فيها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ). 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق