أوراق الاعتماد هى وثيقة رسمية تصدرها دولة معينة عند تعيين رئيس جديد لبعثتها الدبلوماسية فى دولة أخري، ويحملها رئيس البعثة المعين لكى يقدمها إلى رئيس الدولة المعتمد لديها، أو إلى وزير الخارجية او مدير المراسم إذا كان قائماً بالأعمال، وهى وثيقة رسمية تثبت الصفة الدبلوماسية لرئيس البعثة واعتماد تعيينه لتمثيل دولته لدى رئيس الدولة الأخري، وتعبر عن الرغبة فى اعتماده رسمياً بهذه الصفة، وتؤكد اختصاصاته وتقرر الثقة فيه وإخلاصه وقدرته على أداء مهمته. ويوقع على هذه الوثيقة رئيس الدولة التى أرسلت السفير.
ورغم أنه لا توجد صيغة محددة وموحدة لهذه الوثيقة، فقد استقر العمل فى العالم كله على أنها يجب أن تتضمن عدة عناصر أساسية هى اسم ولقب رئيس الدولة التى عين فيها السفير (الذى توجه إليه الوثيقة) واسم السفير (أو رئيس البعثة ودرجته الدبلوماسية)، والتأكيد على كفاءة السفير المطلوب اعتماده والإشادة بقدراته وخبراته وأخلاقه، وتحديد مهمته فى أنها تنمية العلاقات القائمة بين الدولتين وبذل الجهد لتطويرها، ثم التعبير عن الثقة فى أن الدولة المعتمد لديها سوف تقوم بتيسير قيامه بهذه المهمة. تتضمن الوثيقة أيضاً التعبير عن الأمنيات الطيبة لشخص رئيس الدولة المعتمد لديها السفير وتمنى الرفاهية لشعبه. وأخيراً تختتم الوثيقة بتوقيع رئيس الدولة الموفدة للسفير ومكان وتاريخ هذا التوقيع.
وهذه الوثيقة ذات أهمية بالغة. فلا يجوز طبقاً لقواعد العلاقات الدولية أن يبدأ رئيس البعثة عمله الرسمى قبل تقديم صورة أوراق الاعتماد. ويرفق عادة بأوراق اعتماد السفير وثيقة اخرى تتعلق باستدعاء السفير السابق. ويتم تقديم أوراق الاعتماد فى احتفالات رسمية تختلف طبيعتها من دولة لأخري.. وتأخذ فى بعض الدول الملكية مظاهر فخمة جداً.
كما أن لتقديم أوراق الاعتماد أهمية أخري. فتاريخ تقديم صورة هذه الأوراق هو المعيار الأهم فى تحديد الأسبقية بين السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية. لذلك يسارع السفير إلى تقديم صورة من هذه الأوراق إلى وزارة الخارجية فى الدولة المعتمد لديها فور وصوله إلى أراضيها مباشرة حتى يسجل باليوم والساعة تاريخ تقديم صورة هذه الأوراق ويحجز بذلك دوره فى الأسبقية.
وإلى جانب أوراق اعتماد السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية فهناك أوراق اعتماد لممثلى الدولة فى المنظمات الدولية، وكذلك لتمثيلها فى مؤتمرات دولية. وهذا موضوع آخر تماماً.