قد تكون غير مسئول عن تحريف الآخر لمفاهيمك التي قلتها أو آرائك أو مطالباتك، ولكن هذا لن يحدث إلا بعد أن تتحمل المسئولية الكاملة عن كل ما قلته. وفهم الآخر لك هو أول مسئولية يجب أن تقوم بها؛ لتستطيع الرد على كل من يحاول أن يوظف أقوالك بطريقة تثير الفتن والمشاكل.

لا حديث لمواقع التواصل الاجتماعي سوى عن قضية التحفظ على أموال نجم الكرة لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق أبوتريكة في شركته السياحية بتهمة تمويل أنشطة لتنظيم الإخوان، ما بين متضامنين معه، وبين مؤيدين لقرار التحفظ؛ مؤكدين أنه لا قداسة لأحد، وأن القانون لابد أن يطبق على الجميع.

أي بلد في العالم لابد أن يوجد به سلبيات.. ومصر كذلك، برغم الإيجابيات الموجودة والتي شهدتها معظم الفترات الأخيرة. والمفترض أن على النخبة والمثقفين والسادة المحللين، والذين يشغلهم حال البلد، أن يوجهوا أنظار السلطات إلى هذه السلبيات لتلافيها وتجنبها.. لا أن يلقوا بسهامهم المسمومة لتقويض البلد.. أو تكون منابرهم أبواقاً لمعاول هدم؛ ينادون من خلالها بسقوط مصر.

الناس لهم أحاسيس مهما بالغت في القرب منهم.. فلا تتجرأ عليهم كثيراً من خلال مزاحك أو تعاملك معهم.. ابقَ بعيداً عن.. الخط الأحمر ..لا تجرحهم مهما بلغت مكانتك.. فبين السخرية والمزاح خط رفيع!

فرق كبير بين التعامل مع الأزمات برعونة وبتهديد ووعيد وبين التعامل بهدوء.. فالأول منطق الضعفاء ويؤدي للفرقة والقطيعة، أما الثاني فهو منطق الحكماء وقادة العمل السياسي؛ الذي يخلق أجواء إيجابية قادرة على حل القضايا الخلافية وإنهاء المقاطعات؛ تمهيداً لرسم خريطة عمل واتفاقات مستقبلية.

يُقال "إن زلّة القدم أسلم من زلّة اللسان".. وذلك لما يمكن أن تسببه تلك الهفوات اللفظية من أذى لمن يسمعها، لاسيّما إذا كانت مقصودة؛ بحيث لا ينفع معها الندم في أحيان كثيرة!!

لفت انتباهي مقطع فيديو على اليوتيوب؛ لأحد عناصر تنظيم داعش فى ليبيا قبيل استعداده لتنفيذ عملية انتحارية في مدينة بنغازي، يجلس في سيارة وتحيط به المتفجرات والصواريخ. ردد ذلك الإرهابي كلاماً وأكاذيب في غاية الخطورة، بالإضافة لمبايعته الداعشي أبا بكر البغدادي، وأن عمليته تلك استشهادية، و"الحور العين" في انتظاره بالجنة!!

"ماكس مش أول ضحية.. بس انتوا سكتوا كتير".. "الجنازة باردة والميت الرحمة".. "نطالب بإصدار تشريع فوري وعقوبات رادعة".. "عاش كلب ومات راجل!!".. "كلب شارع الأهرام.. مش هنرتاح إلا لما نجيب حقك!!".. مجموعة لافتات أثارت انتباهي وغيرها بالإنجليزية، في الوقفة التي نظمها بعض المواطنين المحتجين على ذبح "ماكس" كلب شبرا.. التي لم أشارك فيها ولكني متضامن معها، وأعرف أنه لا تزال هناك مساحة كبيرة للرحمة والشفقة والإنسانية في قلوب البشر، وأن الضمير الإنساني لم يمت، بعكس أصحاب قلوب مريضة لا يعنيهم إلا أن يشبعوا ما بداخلهم بمناظر الدماء، ويرضوا نفوسهم المريضة؛ بالتلذذ بتعذيب كائن!

غضبت قطر عندما أعلن مندوب مصر بجامعة الدول العربية أنها تدعم الإرهاب؛ بسبب تحفظها على مشروع القرار العربي الذي يؤيد الضربات الجوية المصرية لمعاقل «داعش» في ليبيا، وسرعان ما لجأت لمجلس التعاون الخليجي ليصدر بياناً ضد مصر!