يبقي في ختام هذه الإطلالة الخاطفة‏..‏ أن أشير بوضوح إلي عظمة المعاني الاجتماعية والإنسانية حيث يؤكد الإسلام والشريعة السمحاء حق الجائع في أن يطعم‏,‏ والعاري أن يكسي‏,‏ و الشارد أن يؤوي‏,‏ والمريض أن يعالج‏.

ليس هناك في الإسلام شيء يعطل استخدام المرء لعقله تحت دعاوي السمع والطاعة لأن التراث الإسلامي منذ نزول الدعوة يشهد بشكل واضح وجلي أن الإسلام الصحيح كان أول داعية لنبذ كل ما لا يقبله العقل‏,‏

لا أظن أن الأمة الإسلامية علي طول تاريخها‏-‏ الذي يزيد علي‏14‏ قرنا من الزمان‏-‏ كانت بحاجة إلي الفهم الصحيح للإسلام واستيعاب الجوانب السمحة في الشريعة الإسلامية بمثل ما تحتاجه اليوم حيث تجري محاولات لخلط الأوراق وإساءة استخدام حق الإفتاء والتفسير لأغراض سياسية ودنيوية ضيقة‏!‏

ما هو موقف الإسلام من عقل الإنسان‏..‏ هل يترك له كل سلطة‏...‏ هل يدعه يحل مشكلات الحياة وحده‏..‏ هل يثق الإسلام في قدرة العقل‏..‏ أم أن تلك الثقة ليست مطلقة بحيث تنشأ به تلك العلاقة مع علاقة القمر قبل التمام والقمر في مرحلة اكتماله؟‏.

تبقي في ختام هذه الإطلالة علي هذه الذكري المجيدة كلمة ضرورية عن البطل الحقيقي لزلزال العبور وأعني به المقاتل المصري في ثوبه الجديد في مرحلة ما بعد‏5‏ يونيو‏1967‏

ما أريد أن أسجله اليوم ليس سوي‏-‏ شهادة حق في حق الرجل الذي اتخذ قرار حرب أكتوبر بكل شجاعة وبكل المسئولية ولا شك

في رسالة بعث بها قائد إسرائيلي في منطقة الدفرسوار إلي قيادته في أحد هذه الأيام قال‏:‏ لئن انقضت هذه الليلة علي فإنها كانت أعجوبة‏..‏لقد أطلقوا علينا نيران الكاتيوشا طوال الليل‏.

ربما يكون مفيدا أن أستشهد اليوم بما قاله كبير ضباط الأطباء الإسرائيليين في موقع الثغرة والذي أوجز حقيقة الفخ الذي سقطت فيه قوات شارون في سطور رسالة بعث بها إلي زوجته بعد أن توقف هدير المعارك قال فيها‏:‏ إنك تتلقي الضربات دون أن يكون في مقدورك أن تفعل شيئا

لا يمكن أن يكتمل الحديث عن حرب أكتوبر المجيدة والنصر العظيم الذي حققته قواتنا المسلحة في ملحمة العبور‏,