الفرق بين جامعة الأمس وجامعة اليوم كالفرق بين السماء والأرض .. فرق شاسع بين طلبة الأمس الذين كانت الجامعة أسمى أمانيهم، وكان الواحد منهم يُعد نفسه منذ يومه الأول ليكون وزيراً أو محامياً ذائع الصيت، أو عضوا بمجلس النواب أو طبيبا يشار إليه بالبنان فكانوا فى سبيل ذلك يتلهفون لتلقى العلم ويكرسون أوقاتهم للعمل والتحصيل ويرتدون أفضل ملابسهم ويتهندمون للذهاب للجامعة .. وطلبة اليوم الذين يبدون وهم فى طريقهم للجامعة وكأنهم فى طريقهم لتمضية بعض الوقت والتسلية، ومنهم من يذهب لمعاكسة الفتيات واختزل بعضهم الجامعة فى أنها «شهادة تُعلق على الحائط أو أحد مسوغات العثور على عروس مناسبة» وما زاد الطين بله ما تشهده جامعاتنا هذه الأيام من فوضى وبلطجة وتكسير وتدمير وشماريخ وألعاب نارية، بل حتى دخول المطاوى والمولوتوف بدعوى حرية الرأى وحق الطالب فى إبداء رأيه والمشاركة فى الحياة السياسية.. وهكذا تحول حرم الجامعة الذى كان يوماً ما مقدساً الى مكان مُستباح لكل من هب ودب ليصرخ ويتطاول ويدمر تحت شعار « حرية الطلبة فى التعبير» .