رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
سذاجة المدعية العسكرية الإسرائيلية!

تَسَبَّب بعضُ المتسابقين على (الترند) بالسوشيال ميديا، فى منافساتهم بالفبركة على اجتذاب أكبر عدد من المتابعين، فى جملة أخطاء زادت من الارتباك أمام خبر متداوَل قبل أن تتضح بعض الحقائق فتؤكد كذب كل اجتهاداتهم فى ملاحقتهم لتبعات استقالة المدعية العسكرية الإسرائيلية، اللواء يفعات تومر يروشالمي، على خلفية تسريب فيديو يُثبِت ما وُصِفته مصادر محايدة بأنه جريمة وحشية ارتكبها جنود إسرائيليون ضد أسير فلسطيني، حيث اعتدوا عليه جنسياً بطريقة وحشية أدت إلى إصابته إصابات بالغة. كانت أول فبركة على السوشيال ميديا أن المدعية الإسرائيلية، التى ثبُت أنها هى مصدر التسريب، تعمَّدت تسريب الفيديو اعتراضاً منها، كما زعموا، على الانتهاكات التى يرتكبها الجنود الإسرائيليون ضد الأسرى الفلسطينيين! ونسبوا لها بطولة بعناوين تلفت الأنظار! ثم تصاعدت الفبركة على إثر الاختفاء التام المفاجئ للمدعية العامة عندما استدعتها جهات التحقيق الإسرائيلية لاستجوابها عن تسريب الفيديو، فارتجل المفبركون أكذوبة أخرى بأنها تعرَّضت للتصفية من الاستخبارات الإسرائيلية لإخفاء شهادتها!. على الناحية الأخري، تداوَلت بعض المصادر الإسرائيلية رواية مغايرة تنفى عن المذكورة أية بطولة، أو حتى أى سعى منها لإثبات الجرائم التى يرتكبها الجنود الإسرائيليون ضد الأسرى الفلسطينيين، فقيل فى تفسير تسريبها لشريط الفيديو، إنها كانت تسعى لإرضاء غلاة المتطرفين الإسرائيليين الذين هاجموا الحكومة بشدة زاعمين بأن الأسرى الفلسطينيين ينعمون بترف فى السجون الإسرائيلية! فسعت هي، بسذاجة وليس بحُسْن نية، لنشر هذا الفيديو البشع لتثبت للمتطرفين أن إدارة السجون تُلَبَّى لهم أكثر مما يطلبون! وأنها، لم تتحسب ردود الأفعال الأخرى التى تَستَغِل هذا الفيديو للهجوم على إسرائيل! ثم إنها ارتكبت حماقة أخرى بتلفيق ملابسات اختفائها، عندما أغلقت تليفونها، وركنت سيارتها على الشاطئ وقد تركت فيها رسالة بأنها أقدمت على الانتحار، وهذا ما أثار أجواء الغموض حول اختفائها، وأن هذا كله كان وراء اعتقالها للتحقيق معها ولمحاسبتها! أمّا المفارَقة، الى ينبغى الاستفادة منها فى القضايا ضد إسرائيل والإسرائيليين، أن استنفارهم ضد المدعية العسكرية ليس بسبب الجرائم البشعة التى يرتكبها جنودهم وإنما لتسريبها أدلة مفحمة على هذا.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: