رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
المتحف مشروع حضارى .. ومربح

هذه نقطة فرعية على هامش الحَدَث العظيم فى افتتاح المتحف الكبير، وما كانت تستحق التعليق إلا لأنها انتشرت بشكل مريب بنفس الألفاظ، بما يُرَجِّح أن هناك غرفة عمليات تُرَوِّجها، وقد صَدَّقها بالفعل آخرون فَرَدَّدوها بدورهم، وربما عن غير إدراك لمن ولما وراءها! فقد اصطف عددٌ ممن يَدَّعون الحرص على المال العام، وأغلقوا عيونَهم وعقولَهم عن حسابات العقل والمنطق، وهم ينتقدون ما وصفوه بأنه إنفاق مُبالَغ فيه خُصِّص لإنشاء المتحف الكبير بهذه الفخامة، مع التكاليف الضخمة للحفل، وراحوا يغالطون متابعيهم بأن هناك ما كان أولى بأن تُصْرَف فيه هذه الأموال بدعم غذاء وعلاج الفقراء..إلخ!

الرّدّ على هذا سهل، وبقصر النظر على مجال إنفاق البند المالى فقط، الذى تعتمد عليه حملتهم، مع التركيز فقط على الجانب الخاص بحفل الافتتاح، وندع، إلى سياق آخر، تقدير الأهداف العظيمة الأساسية التى من أجلها حرصت الدولة على إتمام هذا الصرح الحضارى العملاق. فقد كان التخطيط الأصلى أن يُعَبِّر الحفلُ عن قيمة الحدث الكبير الاستثنائى، ثم وُضِع فى الاعتبار أهمية الضيوف الذين يمثلون وفود 79 دولة، من ملوك وملكات وأولياء عهود وأمراء وأعضاء من الأسر الحاكمة، ورؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء وبرلمانيين وممثلين لمنظمات دولية وإقليمية ورؤساء وممثلين لكبرى الشركات العالمية، فضلاً عن ممثل للأمين العام للأمم المتحدة، فى تأكيد على حرص كل هؤلاء على المشارَكة فى الحدث. وكانت البداهة أن تَجَمُّع هذا الحشد فى مكان واحد فى ساعة واحدة هو حدث استثنائى تهرع كل وسائل الإعلام بالعالم لأن تتابعه ولأن تُفسِح له الصحف صفحاتِها الأولى، والتليفزيونات أوقاتِها المميزة، وهى تغطية خبرية مجانية لا تكلف مصر شيئاً، برغم أنها دعاية لمصر وللمتحف تساوى تكلفتها أرقاماً فلكية لا يعرفها مروجو الحملة المريبة، أو يتعمدون تجاهلها لأنها تَهدِم أساسَ حملتِهم.

ثم إن هذه التغطية بهذا الاتساع العالمى تجذب ملايين السياح من أرجاء الكون ليشاهدوا بأنفسهم ما أعجبهم فى متابعتهم الأخبار، وهؤلاء يُشَكِّلون مصدراً إضافياً بمليارات الدولارات لمكاسب مصر من المشروع، فتتمكن من القيام بمسئولياتها تجاه غذاء وعلاج الفقراء..إلخ.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: