رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

تاج العلاء فى مفرق الشرق!

«على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء، أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء...!»

ولم لا؟!.. ومصر أم الدنيا وأم الحضارة والمعارف والعلوم والفلسفات والفنون، ومشرق الأديان، مصر هي الخط الفاصل بين معنى «الإنسان»، و«ما قبل الإنسان»، إنها فجر الضمير والخير والجمال، أبدع المصري الحضارة الأولى، قبل أن يعرف التاريخ نفسه، أنارت العالم بفكرها وعلمها، كانت الدنيا ظلاما حول المصري، وهو يهدي بخطاه الحائرين.

إن قصة الإرادة على أرض الكنانة لا تنتهي عبر الأزمنة، وفي هذا العهد يجنى المصريون، كل يوم، ثمار إنجاز كان بالأمس حلما يجول بخاطرهم، فإذا به يتحول إلى واقع يرونه رأى العين، وينال احترام العالم.

أمس، سجل التاريخ بحروف من نور كيف حققت مصر أحلاما كبيرة، وحولت التطلعات إلى حقيقة، والتحديات إلى مقومات لبناء المستقبل بعزيمة وإرادة أبنائها الذين لا يقبلون إلا بالانتصار وقهر كل التحديات، من خلال افتتاح المتحف المصري الكبير والإنجاز بلغ حد الإعجاز.

استطاعت مصر، طوال السنوات القليلة الماضية، أن تترجم الخطط والرؤى إلى واقع مفروض؛ لا نملك معه إلا الوقوف احتراما وتقديرا وعرفانا بالجميل لثورة 30 يونيو التى حفظت تاريخنا، وغيرت حاضرنا وصانت مستقبلنا.. وستظل دولة 30 يونيو بقيادتها الوطنية المخلصة تبوح بأسرار عظمتها وتفردها.. ولايزال لديها من القوة والإرادة لتحقق أحلام المصريين وطموحاتهم.

لا تزال فى ذاكرتى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى قال فيها بصراحته المعهودة: «إحنا بنبنى بلدنا وهنبنيها.. وبكرة يا مصريين تشوفوا بعينكم.. بكرة تشوفوا بعنيكم الدولة بحق»، وسار الرئيس السيسى حاملا وعده وحلمه للمصريين؛ متحدثا في خطاباته عن الدولة التى تليق بشعب عظيم تحمل الكثير.

والآن تقارب صورة مصر أن تكتمل ملامحها، قطعت المحروسة أشواطا في رحلة التنمية، متسلحة بإرادة وعزيمة لا تلين، ويجب ألا ننسى أن لكل بناء أعمدة ولكل صورة مفردات، وملامح مصر الجديدة بنيت على أعمدة صلبة قوية، وارتسمت معالمها عالية خفاقة فى جميع مجالات التنمية.

وما المتحف المصري الكبير إلا مثال من بين أمثلة مشرقة، تبرهن على عظمة الإرادة المصرية؛ باعتباره أحد أعظم المشروعات الثقافية والحضارية والسياحية الفريدة، فى العصر الحديث فى العالم أجمع.

إن لحظة الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير، رسالة حضارية، تقدمها مصر للعالم بكل فخر؛ فهذا المتحف هو جوهرة التاج في منظومة المتاحف المصرية، منارة علمية وثقافية متكاملة، أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة.

إن تلك اللحظة التاريخية الفارقة تجسد الفخر بما حققته سواعد وعقول المصريين، ولا تمثل فقط إنجازا وطنيا، بل محطة مضيئة في مسيرة صون التراث الإنساني بأسره. المتحف ليس مجرد مبنى من الزجاج والحجر، بل بوابة تتجاوز حدود الزمان والمكان؛ قرب أهرامات الجيزة، كأنه حارس أبدي لأسرار النيل، لا يُروى التاريخ كسرد جاف؛ بل يُعاش كسيمفونية من الأصوات الخفية، مع صدى خطوات الزوار فوق الدرج العظيم.

وبفضل موقع المتحف بجوار الأهرامات، وتكامله مع مطار سفنكس الدولي، وتطوير المنطقة المحيطة به؛ يجسد «المتحف الكبير» الرؤية الاستراتيجية في تقديم تجربة ثقافية سياحية متكاملة، تعزز مكانة مصر بين الدول السياحية الكبري.

المتحف الكبير ليس فقط أبرز صرح ثقافى في القرن الحادي والعشرين، لكنه «شمس مصرية» تشرق بنورها وحضارتها؛ لتضىء العالم الحديث، كما أنارت العالم القديم فى فصل جديد من كتاب التاريخ الذى يشهد بأنها هى مبتدأ الحضارة بلا انتهاء.

من أجل ذلك، تتجاوز دلالات افتتاح المتحف الكبير الجدران الحجرية؛ إنها دعوة للتأمل في جوهر الإنسانية، في عالم يغرق في الدماء والمحن والصراعات، حيث يأتي المتحف الكبير كملاذ للذاكرة الإنسانية، بأن قيم الخير والحق والجمال لا تزال حاضرة، فالمتحف مرآة للروح البشرية، وافتتاحه ليس نهاية رحلة، بل بداية عصر، حيث يصبح التاريخ حيا، يُلهمنا لنبني أهراماتنا الخاصة، ليس من الحجر، بل من الأفكار والحوار. مصر لا تُعيد فتح أبواب قديمة؛ بل نوافذ نحو سماء المجد؛ حيث يلتقي النيل بالكون في رقصة أبدية؛ وهذا الحضور العالمي المهيب، في الافتتاح الأسطوري، تأكيد على أن «أم الدنيا» تقول للعالم: «هذه قصتنا، وأنتم مدعوون لتكونوا جزءا منها»، وأن القاهرة تُعيد صياغة دورها كجسر بين الشرق والغرب، بين الماضي والمستقبل.

وهذا قدر المحروسة، ودورها المتجدد- شاء من شاء وأبى من أبى- ما يذكرني بقول شاعر النيل حافظ إبراهيم:

وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي

وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي

أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائض عقدي

إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي ومجدي

تحية لشعب مصر الخالد وقيادته الرشيدة، ولكل الشعوب التي ترنو بتقدير إلى هذا الحدث الثقافي الفريد في تاريخ الإنسانية.

 

         ***

ستظل دولة 30 يونيو بقيادتها الوطنية المخلصة تبوح بأسرار عظمتها وتفردها.. ولايزال لديها من القوة والإرادة لتحقق أحلام المصريين وطموحاتهم.

[email protected]
لمزيد من مقالات مـاجــــد منير يكتب

رابط دائم: