دور المعلقين على مباريات كرة القدم فى التليفزيون مهم وضروري. ولكنه بات فى حاجة إلى مراجعة بعد أن استشرت فى أنحاء العالم ظاهرة المعلق التلفزيونى الذى يتحدث كثيرًا فى أمور لبعضها علاقة بالمباراة، وأخرى عامة، على حساب دوره الأساسى فى نقل أحداث المباراة نفسها والتعليق عليها.
يستمر بعض المعلقين فى الحديث فى أمور بعيدة عن مسار المباراة لدقائق قد تطول إلى أن يتذكر هذا أو ذاك منهم أن عليه العودة إلى ما يحدث فى الملعب.
لا يُنكَر أن بعض ما يتحدثون فيه مفيد، مثل المعلومات والإحصائيات والمقارنات وتاريخ اللقاءات السابقة بين طرفى المباراة. وهذا كله متاح للمشاهد الذى يستطيع معرفته عبر استخدام أى من محركات البحث الإلكتروني.
ولكن معظم المشاهدين لا يقدرون على معرفة اسم اللاعب الذى وصلته الكرة، وزميله الذى أرسلها إليه، ومنافسهما الذى استحوذ عليها دون مساعدة المعلق. ليس فى إمكان معظم المشاهدين متابعة مسار المباراة ومعرفة أسماء اللاعبين كلهم رغم أنها مكتوبة على ظهورهم بغير هذه المساعدة.
ومع ذلك يسهب كثير من المعلقين فى التحدث حول المباراة وليس عنها، وينشغلون بهذا النوع من الأحاديث على حساب دورهم الأساسى الذى يحتاج المشاهدون إليه. وعندما يعود هذا المعلق أو ذاك إلى مسار المباراة قد يشتد انفعاله بسبب لعبة جيدة أو هدف جميل فيرتفع صوته كثيرًا ويبدو كما لو أنه فى حالة صراخ يُفقد المشاهد متعة متابعة المباراة بشكل طبيعي.
ربما يشعر مشاهد أو آخر بأن معلقًا يمضى وقتًا فى التحدث إليه أطول من الوقت الذى يتحدث فيه إلى أسرته مثلاً. كما لا يخفى بعض المعلقين انحيازهم إلى فريق أو منتخب ما ضد آخر، الأمر الذى يجعله مشجعًا وليس معلقًا.
ولذا يحتاج أداء المعلقين التلفزيونيين على مباريات كرة القدم إلى مراجعة، خاصةً مع اقتراب المونديال المقبل. لابد أن يدع المعلقون الكرة تتحدث بمساعدتهم، ويعودوا إلى دورهم الأساسي، حتى لا يضطر بعض المشاهدين إلى غلق الصوت والاكتفاء بمشاهدة الشاشة دون تعليق.
لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد رابط دائم: