سيَدفع المتحف الجديد، مع الأهداف الكبرى بألا يُكْتَفَى بأن يكون معرضاً حديثاً فخماً للآثار، بحلم أن يصير لنا مدرسة مصرية فى علم المصريات، بعد أن احتكرها الأجانب لأكثر من قرنين، وتعددت مدارسهم بين ألمانية وإنجليزية وفرنسية وإيطالية وغيرها، وبعد أن ظلت أجيال من النابهين المصريين تقصد بلادهم وجامعاتهم ومراكز أبحاثهم لتنهل من مناهجهم ونتائجهم العلمية، وبعد أن تخرج فيها نخبة من خيرة العلماء المصريين، أسسوا كليات ومعاهد لتاريخ مصر القديم، وظلوا يعملون ويَكِدّون وينقلون علمهم عبر السنين لأجيال من شباب المصرين، وأشرفوا عليهم وهم يعملون فى البحث والتنقيب والاستكشاف ويسجلون بأسمائهم أبحاثاً راقية ويعثرون بأنفسهم على كنوز من آثارنا.
وقد صارت كل هذه الجهود العظيمة، التى تراكمت عبر السنين، فى حاجة إلى حاضنة قادرة على تجميع الجهود وتنظيمها وإتاحة الفرصة والمناخ لبلورة مدرسة خاصة بأصحاب الإرث الأصلاء، وهو الحلم الذى يأمل الآن كثيرون فى أن يساعد المتحف الجديد على تحقيقه، بدعم من الدولة، ومع أهمية أن يدرك رجال الأعمال والأثرياء المصريون قيمة الهدف ومعناه وتجليات تحقيقه، وأن يساهموا بما يلبى احتياجات التنفيذ وأن يستمر دعمهم بما يضمن دوام الإنجاز، مثلما يفعل أثرياء الدول التى سبقتنا.
وليت التعاون يترسخ بين المتحف ووزارة التربية والتعليم على وضع برنامج دائم يضمن أن يتيح زيارة المتحف لكل تلميذ فى مصر، على أن يًخَصِّص المتحفُ نخبةَ من خبراء مقتنيات المتحف وتاريخ مصر القديم ممن لديهم القدرات على الحوار والتواصل مع الأطفال، حتى تقترن لكل تلميذ بهجة ومتعة الزيارة بمعلومات تنغرس فى وجدانه وهو فى هذه السن الغضة، وتشجعه على المجيئ مجدداً مرة ومرات، وعلى أن يسعى بنفسه لجمع المعلومات التى تُثْرِى فضولَه المعرفي.
وليت المتحف يُلْحِق به مركز لتعليم اللغة المصرية القديمة، يكون له فروع فى عموم البلاد، تبدأ من حروف اللغة وترتقى إلى مستويات أعلي، وأن يُنتقى من النابهين من تُتاح له فرصةُ التفرغ لمزيد من الدراسة. وليت الدروس تكون متاحة على موقع المتحف على الإنترنت لتفيد الجميع من داخل مصر ومن خارجها.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: