رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

هوامش حرة
والله زمان يا فن

كانت مصر فى يوم من الأيام قلعة الفن العربى، يأتى إليها الفنانون من كل العواصم العربية. كان يوسف وهبى ابن باشا، وكان أحمد سالم أول فنان يمتلك طائرة ويقودها بنفسه، وكان الفنان مثقفًا ومبدعًا وجميلًا ومترفعًا فى حديثه وظهوره.

حكى لى الموسيقار محمد عبد الوهاب أنه أول مرة شاهد فيها سعد زغلول كان شوقى أمير الشعراء على موعد للقاء زعيم الأمة فى بيت المصريين، واصطحبنى معه، وكنت سعيدًا بهذه الفرصة. وعندما دخلنا وجدنا الباشا يخرج ليستقبل شوقى الذى قال له: «أهلًا بزعيم الأمة»، فرد عليه الباشا قائلًا: «أهلًا بالخلود». وهكذا كان التقدير بين الزعيم والشاعر.

كانت أخبار الفنان المصرى تحتل الصفحات الأولى فى الصحف العربية، وقد تألق الفنانون العرب فى مصر: نجيب الريحانى، وفريد الأطرش، وأنور وجدى، والنابلسى.

وأقام تقلا باشا صحيفة الأهرام، وأقام زيدان دار الهلال، وانتشر الفنانون العرب فى المسارح وشاشات السينما والصحف ودور النشر. كان الفن المصرى مدارس ثقافية لكل عشاق الجمال. كانت أم كلثوم مزارًا، وكان السنباطى أستاذًا، وكان عبد الوهاب رسولًا للإبداع الجميل. كانت هذه هى مصر الإبداع والرقى والجمال.

أحيانًا أتمنى لو شاهدت فنان مصر القديم فى أجيالنا الحديثة، حضورًا وسلوكًا وإبهارًا وأخلاقًا.

إن لدينا أجيالًا واعدة أمامها فرص واسعة للنجاح والانتشار والإبداع، ولا ينقص الوسط الفنى الآن إلا شيء من الانضباط والشعور بالمسئولية..

كان الفن المصرى والثقافة المصرية أهم مصادر الدخل، وكانت صادرات السينما المصرية تنافس صادرات القطن.

وكان الفنان المصرى يحصل على مال قليل، لكنه كان يحرص على أن يقدم إبداعًا راقيًا. أعيدوا للفن قيمته وللفنان مكانته.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: