رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

عصف ذهنى
محنة السودان!

ما بين مصر والسودان علاقات تاريخية لا نظير لها على سطح الكرة الأرضية، على مر العصور؛ لما يربطهما من وحدة الدم والتاريخ والمصير والثقافة والمستقبل؛ فإذا تألم السودان تأثرت مصر، مثلما لم يكن السودان يوما بعيدا عن أوجاع مصر.

إن مصر المهمومة بما يحدث فى شرقها منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الوصول إلى اتفاق شرم الشيخ، منتصف الشهر الحالى، لم تغمض العين عما يحدث فى جنوبها بالسودان، من معارك دامية نتج عنها أزمة إنسانية هى المأساة الأكبر فى العالم، ولم تترك السودان وحده يتمزق ألما ويضيع على الخريطة ويهدده خطر الفناء؛ فتحركت عبر كل القنوات السياسية والدبلوماسية فى كل اتجاه؛ من أجل شعب وجد نفسه بين يوم وليلة يواجه أسوأ كارثة إنسانية.

وبينما تابعنا بقلوب دامية تطورات الأوضاع على الساحة السودانية، وبالأخص في مدينة الفاشر، وما تشهده من تطورات كارثية، جددت مصر دعمها الكامل للشعب السوداني الشقيق والتزامها بمواصلة جهودها الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام، عبر الانخراط الفاعل في المسارات الساعية إلى وقف النار وإقرار هدنة إنسانية، تتيح نفاذ المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين، مع التأكيد على تمسك مصر بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية.

التحركات المصرية- فى ضوء تطورات الموقف الخطير فى مدينة الفاشر- تركزت على دعم الجهود الإقليمية والدولية لوقف النار وتحقيق تسوية سياسية شاملة، فى إطار نتائج اجتماع رباعية السودان؛ فالهدف ليس فقط إنقاذ الفاشر وإنما استعادة الأمن والاستقرار فى السودان.

وأملى كل الأمل أن ينتصر السودانيون لبلدهم، وأن ينجحوا فى التغلب على هذه المحنة، وعلى كل الصعاب التى تواجه عودة السلم والأمن فى أسرع وقت ممكن، والتوصل إلى المعادلة التى تحقن الدماء، وتعود بوطنهم إلى الطريق الصحيح الذى يجعله قادرا على الخروج من أزمته، رغم شدتها وعنفها وقسوتها؛ ليبدأ السودان الشقيق صفحة جديدة من البناء والتنمية، قبل أن يأتى يوم تستحيل معه العودة.

[email protected]
لمزيد من مقالات ماجــد منيـر

رابط دائم: