بدأت عبارة جديدة فى إسرائيل تتردد على ألسنة كبار ساستها ومسئوليها، بتغييرات طفيفة، ولكن مع اتفاق على هذه المعانى: (أن إسرائيل دولة مستقلة، ذات سيادة، حرة فى اتخاذ قراراتها، لا يُملِى عليها أحدٌ من خارجها شيئاً، وأنها تملك الدفاع عن نفسها بوسائلها الخاصة، وأنها سوف تستمر فى تقرير مصيرها بنفسها، دون أن تسعى لموافقة أى أحد على هذا، لأنها تتحكم فى أمنها بنفسها..إلخ!). وكان نيتانياهو آخر من ذكر كل هذه المعانى، أما الأعلى صوتاً فكان بن غفير، وزير الأمن القومى.
وبعيداً عن اعتماد البعض لمنهجية التحليل النفسى فى البحث عن الدوافع الداخلية للقائل، فإن هناك معانى سياسية مباشرة وثيقة الارتباط بظروف موضوعية، وبملابسات واضحة للجميع. وقد كشف بن غفير عن بعضها فى تعليقه على اعتراض ترامب على موافقة الكنيست على ضم الضفة الغربية، عندما أعلن ترامب أنه يرفض هذا، مما أشعل غضب بن غفير، فانفجر بهذا الكلام. وهناك إسرائيليون آخرون أكثر حِدّة، أعلنوا بقوة رفضهم لأن تنشئ أمريكا فى إسرائيل ما سُمِّىَ (مركز التنسيق المدنى/ العسكرى لمراقبة وقف إطلاق النار فى غزة)! وقالوا إن ترامب أقام المركز للرقابة على إسرائيل فى الأصل، لأنه لا يثق فى التزامها بوقف إطلاق النار.
هناك نقد يعلو فى إسرائيل ضد ترامب، يؤكد أنه هو المقصود بهذا الكلام، برغم أنه أكثر من ساعدهم تاريخياً، إلا أنهم يقولون إنه يمارس سياسة لا ترضيهم، منذ ما قبل توليه السلطة فى يناير الماضى، عندما فرض على إسرائيل وقف إطلاق النار بغزة، وهو ما استطاع نيتانياهو الإفلات منه بعد أسابيع قليلة. ثم قرر ترامب بعدها وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وناور نيتانياهو لأن يكون له الضربة الأخيرة بعد قرار ترامب، فأمره ترامب، بلغة فظة بذيئة، باستعادة الطائرات الإسرائيلية التى كانت انطلقت نحو إيران، فأذعن نيتانياهو وأمرها بالعودة. وكانت آخر إجراءات ترامب بأوامره لإسرائيل، ليس فقط بوقف حرب غزة، وإنما الأهم بالسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، فأفشل خطة إسرائيل لتهجيرهم بعد أن أجبرتهم على النزوح للوسط والجنوب.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: