رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
بوتين بالزى العسكرى!

لأن المعروف مُؤَكَّداً عن بوتين أنه لا يهزل ولا يثرثر ولا يرتجل، وأنه يُعِدّ مُسْبَقاً ما يبدر منه أمام الكاميرات مع المسئولين الأجانب، وحتى فى أحاديثه معه مساعدوه، فقد انزعج كثيرون حول العالم لظهوره المفاجئ بالزى العسكرى الأحد الماضى، فى زيارته، وفقاً لموقع (روسيا اليوم)، لأحد مراكز قيادة مجموعة القوات المشتركة، حيث عقد اجتماعاً، بحضور رئيس الأركان العامة وقادة المجموعات المشارِكة فى العملية الخاصة فى أوكرانيا!

اجتهد معلقون كثيرون فى إيجاد تفسير مُقْنِع لقصد بوتين من ظهوره بالزى العسكرى فى هذا التوقيت تحديداً؟ وما هو الجديد وراء هذا؟ وراحوا يرصدون تتابع الأحداث الأخيرة، وطرحوا تساؤلات: هل يكون بسبب مراوغات ترامب عن إرساله، أو عدم إرساله، إو إرساله بشروط، صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا بما تهدده لروسيا فى قدرتها على حمل رءوس نووية إلى العمق الروسى؟ أم أن يكون السبب فى إرجاء الموعد الذى اقترحه ترامب للقائهما فى بودابست، الذى كان يُؤَمَل منه تهدئة أجواء القتال فى أوكرانيا، ثم عدول ترامب عن الموعد وتأجيله دون تحديد موعد بديل، وماتبع هذا مباشرة من مجموعة إجراءات عقابية تصعيدية جديدة لترامب ضد روسيا، وصلت إلى مقاطعات لشركات الشحن التى تنقل البترول الروسى للخارج؟

هناك اتفاق على أن مجمل الأوضاع فى أوكرانيا فى صالح روسيا التى تكسب بانتظام أراضى جديدة فى أوكرانيا بأكثر مما أعلن الروس أنها من استحقاقاتهم، بما يُرَجِّح أن بوتين، باكتسابه مزيدا من الأراضى، يزيد من أوراقه، عندما يحين التفاوض، ليبدو أنه يُقَدِّم تنازلات عن بعض الأراضى فى يده ليضمن أن يحصل على ما يعتبره حقوقاً روسية لا يمكن التفريط فيها. وعلى الناحية الأخرى صار من المؤكد أن الحرب تستنزف الدول الأوروبية الغارقة فى دعم أوكرانيا. أما أوكرانيا فهى أكثر الخاسرين. وأما أمريكا، فقد تَمَكَّن ترامب من تحويل خسائرها من دعم للناتو إلى التربح ببيع السلاح لهم، ومحاسبة أوكرانيا على ما حصلت عليه مجاناً من بايدن. وأما بوتين فهو يؤكد، بظهوره بالزى العسكرى، أنه مستعد لحرب حقيقية، حتى لو وصلت إلى أبعد من أوكرانيا!.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: