تابعت مؤخرا حوارا تليفزيونيا للدكتور علاء عشماوى، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، على قناة «الحياة» مع الإعلامية عزة مصطفى، ولمن لا يعرف، فإن الهيئة من أهم وأخطر الهيئات القومية التى يعول عليها الانتقال بالتعليم من حالة التراكم الكمى إلى مستقبل جديد من التحول النوعى فى عملية التعلم، ومن حُسن الطالع أن على رأس هذه الهيئة الدكتور علاء عشماوى، وهو أستاذ الهندسة المدنية والتعليم الهندسى، وخبير ومحاضر دولى فى مجال جودة التعليم والاعتماد الأكاديمى، وتمتد خبراته إلى أكثر من 30 عامًا فى مصر، والولايات المتحدة ، والإمارات فى مجال التعليم العالى، والتدريب المهنى، والاستشارات الهندسية.
لقد استوقفنى فى الحوار تركيز الدكتور عشماوى على سعى هيئة جودة التعليم لنشر ثقافة الجودة، خاصة على المستوى الاجتماعى، وقد أكد أن التعليم كمفهوم يعنى الأدوات والوسائل، والأهمية الأكبر هى لجوهر عملية «التعلم» الذى يعى بالأساس إكساب المتعلم خبرات ومهارات لم تكن لديه من قبل، وأعتقد أن التحدى الأكبر الذى يواجه الهيئة، ورئيسها أن المجتمع كثقافة وموروث قديم يدور فى فلك الماضى، ومازال أفراده مشغولين، ومشدودين لمفهوم الوسيلة (المدرسة، أو الكلية، أو المعهد)، وبعيدين جدا عن مفهوم التعلم أو الهدف، بمعنى، ماذا أريد من التعليم، وما المهارات التي أسعى كمتعلم للحصول عليها واكتسابها بقوة لأكون قادرا على الانتقال للمستقبل بفكر، وقدرات تناسب احتياجات هذا المستقبل، والأمر الخطير أن الأجيال الجديدة بدءا من مرحلة الطفولة تتحكم فى حياتها واهتماماتها ثقافة بصرية على مدى الساعة تتمثل فى أجهزة التواصل المختلفة، وما يمكن أن نسميه «فيضان» التواصل، وبرامج المعلومات، والترفيه، والذكاء الاصطناعى شديد التأثير في حياة الناس من مختلف الأعمار والطبقات، وأخيرا، الدكتور علاء عشماوي، ومن واقع منصبه كرئيس للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، لديه هدف واضح ومحدد يتمثل فى ضرورة تحقيق نقلة نوعية فى مخرجات التعليم بمصر، وأن تكون عمليات الاعتماد الأكاديمى والمؤسسى التى تقوم بها الهيئة ليست مجرد «استيفاء أوراق»، وإنما لابد أن تنطلق من حقيقة تغيير فعلى، وواقعى بمؤسسات التعليم يؤهلها لنيل شهادات الاعتماد، سواء المؤسسى، أو البرامجى والأكاديمى.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: