قصة مأساوية بطلتها الطفلة ريتاج التى تبلغ من العمر 10 سنوات فقط، بعد انهيار منزلها، واستشهاد كل أفراد أسرتها «الأب والأم والأشقاء» تحت الأنقاض، بينما ظلت هى تحت الأنقاض لمدة يومين كاملين، حتى تم إنقاذها وخرجت يتيمة وحيدة لا سند لها، ولا مأوى.
هى تجسيد حى لواقع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.. تلك الحرب اللعينة التى لم تفرق بين المدنيين والعسكريين، ولم تفرق بين المنشآت والأفراد، فى أبشع الحروب الهجمية فى العصر الحديث.
ريتاج فقدت ساقها اليسرى بعد إصابة قاتلة أدت إلى بتر تلك الساق، وتم دفن الساق هناك فى غزة، وظلت تعانى المرض، وقلة الإمكانات، وشح الأدوية والغذاء، حتى كتب الله لها فرصة حياة جديدة، والانتقال إلى مصر لاستكمال علاجها.
جاء الجسد إلى مصر، وتركت خلفها جزءا عزيزا من ذلك الجسد مدفونا فى غزة الحبيبة، ولأن مصر هى أم الدنيا، وقلب العرب، والأم الحانية لكل أبناء الوطن العربى من المحيط إلى الخليج، فقد التف المصريون حول «ريتاج» حتى عادت لها حياتها وحيويتها، لتكون شاهدة على صمود أهل غزة، وقدرتهم على المقاومة، وهزيمة العدو.
فى الاتجاه نفسه أكدت ريتاج أن مصر كانت وستظل هى الأم والأب لكل العرب بشكل عام، وأبناء الشعب الفلسطينى بشكل خاص حتى استرداد كامل حقوقهم المشروعة فى إقامة دولتهم المستقلة.
كانت مفاجأة رائعة ظهور ريتاج فى احتفالية «وطن السلام» التى حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم السبت الماضى فى العاصمة الإدارية، وأقامتها الشئون المعنوية، بعدما بدأت رحلة التعافى من مشاكلها الصحية، وتركيب طرف صناعى لها ليساعدها فى الحركة والتنقل.
طلبت ريتاج مقابلة الرئيس وتقبيل رأسه، فما كان منه إلا أن رد بعفوية شديدة، مشيرا لها بيديه «تعالي... تعالى».
استقبلها الرئيس واحتضنها، وقام هو بتقبيل رأسها، وأجلسها إلى جواره فى لفتة إنسانية وسياسية ذات مغزى عميق، ورسالة قوية إلى الأعداء والأصدقاء معا بأن مصر لن تخذل الصديق أبدا، وأنها لن تتهاون مع العدو على الإطلاق، ولن تفرط فى حقوق الأصدقاء.
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة رابط دائم: