رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
الأمريكيون.. ضحايا إسرائيل!

من الصدمات الكبرى المستجدة على إسرائيل والتى تضرب صميم علاقتها بأمريكا، أن مجازرها بغزة تَسبَّبت فى تحفيز مناقشات قوية فى الرأى العام الأمريكى حول هذه العلاقة الغريبة، غير المتكررة بين دولتين، والتى لا تتوقف عند أن تتحمل أمريكا كل أعباء إسرائيل الاقتصادية والعسكرية، وإنما أيضا أن تصير مسئولة عن الدفاع عنها سياسيا وإعلاميا وحمايتها من أى إدانة أو مساءلة أو نقد! وبرغم السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام التقليدية القوية فى أمريكا، فقد وَفَّرت السوشيال ميديا منصات تخترق هذا الحصار، وصار من الممكن طرح هذه التناقضات بقوة وبشجاعة. كما تتوسع هذه المنابر الجديدة وتتنامى باستمرار، حتى صار من المستحيل أن يحصرها مقالٌ، كما تلقى تأييدا صريحا من الرأى العام يشارك فى كشف أكاذيب إسرائيل التى كانت مستقرة لديهم عن ديمقراطيتها والتزامها بالسلام..إلخ.

هناك عشرات الأمثلة التى يجدر الإشارة إليها، منها نورمان فنكليشتاين الذى وجد أخيرا فرصة حقيقية لترويج آرائه، وكانت إسرائيل نجحت فى حصاره قبلاً، لأنه يطعن فى أصل إنشاء إسرائيل ويؤكد تكوينها العنصرى الذى يعيش على التفرقة العنصرية والتطهير العرقى وارتكاب أقصى درجات العنف ضد الفلسطينيين! ولم يشفع له لدى إسرائيل أنه يهودى وأن والديه عاشا محنة محرقة هتلر! وقد ولد فى أمريكا وصار أستاذاً فى إحدى جامعاتها المرموقة، ولكن إسرائيل نجحت قبل سنوات فى إقصائه من الجامعة، إلا أنه لم يتوقف عن إعلان آرائه، حتى وجد استقبالاً كبيرا من الأمريكيين مع يقظتهم أخيرا لجرائم إسرائيل. ففى صفحته على فيسبوك، عرض أحد متابعيه، السبت الماضى، أسئلة ومعلومات فى صيغة فزورة بعنوان: من يدفع الضرائب للآخر؟. وأجاب بأنه، بعد كل الدعم الأمريكى لإسرائيل، صارت إسرائيل تدفع لجنودها الاحتياط 8 آلاف دولار شهريا، مع مجانية التعليم والتأمين الصحى لمواطنيها، وهى الدولة السادسة عالميا على مقياس السعادة. أما فى أمريكا فلا يتحصل متوسط الجندى الأمريكى إلا على 2300 دولار! وعلى الطلبة الحصول على قروض! وأمريكا هى الأعلى فى تكلفة الرعاية الصحية، وفيها أعلى معدلات اليأس والإحباط. ثم يقرر: لقد حان وقت وقف التمويل الأمريكى لإسرائيل.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: