رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
أبوالسعود إبراهيم

رحل رائد علم المكتبات والموسوعات، وأحد صناع الأهرام العريقة، وقادة السلطة الرابعة، والذى يندر أن يتكرر، فقد كان حلقة الوصل بين معلوماتنا، وأرشيفنا القديم، ونقله تكنولوجيًا، وقد جمع ما بين القديم والحديث معا.. يكشف اللآلئ والكنوز، ويحفظها، وعينه دائما على الكلمة وتاريخها، واللغة وأصولها، والمعرفة ودروبها، وكيف تصل للناس، وكيف يحفظها جيلا بعد جيل، وعصرا بعد عصر. إنه أبوالسعود إيراهيم الذى يحتاجه كل من يكتب، بل كل من يقرأ، لأنه يعرف المخزون من المعرفة والعلم فى الصحف، والمجلات، والكتب، ويميز ما يكتب، ويحفظ ما يقرأ، وقد كنت، ومازلت، أسميه «إسعاف» الكاتب، والباحث، والدارس عندما تنقصه المعلومة، أو يطويها النسيان، وقد كان المنقذ دائما.. وهو اسم مخلص، وأمين للكلمة، حيث هناك من الناس من لا يمكن الاستغناء عنه أبدا، ومنهم الأستاذ المتفرد أبوالسعود إبراهيم، لأنه الموسوعة الحية التى تحكى لنا عن صحفنا، وعما نكتب، ونقول، وكيف نجده.. إنه ملك التوثيق الذى يجيد فن الأرشفة والمعلوماتية بكل اللغات، ولكل العصور، والذى لم يتوقف عقله عند القديم، فكتب عن التكنولوجيا الجديدة (تقنيات الاتصال والمعلومات) كتابه الذى قدم له كاتبنا الراحل أحمد بهجت، حيث بشر بما يحدث الآن من تطورات فى عالم الاتصال، ووسائله الحديثة.

أبوالسعود إبراهيم (1944-2025) منذ أن دخل الأهرام كمحرر معلومات عام 1956 عاش مخلصا، وراهبا للكلمة والمعلومات أكثر من ٧٠ عاما، وقد حوّل أرشيف الصور كله إلى الشكل الإلكترونى، وفى عهده تم إدخال الأرشيف الصحفى على الكمبيوتر، وهو من الرواد الذين أدخلوا أرشيفنا ومعلوماتنا إلى المحتوى الرقمى، أى أتاح العلم والمعلومات القديمة للأجيال الجديدة محفوظة ومرقمة، مما أسهم فى تطوير الخدمة الصحفية للصحفيين والباحثين، وحافظ على ريادة الأهرام، ومكانتها القديمة للعصر القادم، وهو الرائد فى كل مجالات المكتبات، وعلومها، والأرشيف الرقمى صاحب الرصيد الوافر من الكتب والتوثيق، والأهم هو أنه الذى درب الجيل الراهن من المعلوماتيين فى الأهرام، وجعلهم قادرين على مواكبة العصر. رحم الله أبوالسعود إبراهيم، أحد الرواد الكبار، وأبناء الأهرام العظام، ومن كبار البنائين فى مهنته، والسلطة الرابعة، والذى مد خدمته ليست للأهرام فقط، ولكن لكل الصحف والمجلات المصرية، بل لكل الجامعات ومراكز البحث فى مصر والعالم العربى.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: