رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

هوامش حرة
نحن واللغة العربية

قررت تركيا تدريس اللغة العربية مادة أساسية فى برامج التعليم، مع وضع أولوية خاصة لها فى حياة الناس.. ومن الصعب أن نقارن اهتمام الأتراك بلغتنا، بينما تتراجع فى مدارسنا وجامعاتنا وإعلامنا، وقليلًا ما نجدها فى لغة الشارع.. هناك إهمال شديد للغة العربية، ولا أدرى ما أسباب ذلك، هل هى مؤامرة تبدأ بالقرآن الكريم وتنتهى بالثقافة العربية؟ هل هى دعوات المتفرنجين وأصحاب النيات السيئة؟ هل هى دعوة خبيثة لحرمان لغتنا الجميلة من دورها ومسئوليتها فى أجيالنا الجديدة؟

كنت فى زيارة قصيرة لدولة عربية، ولم أسمع أحدًا يتكلم العربية فى أى مكان.. إن الكارثة أن الأطفال لا يتحدثون العربية، وتفتخر الأسرة بأنهم يجيدون اللغات الأجنبية، وتجد الأب والأم لا يتحدثان مع الأبناء إلا بلغة أجنبية.. وفى وسائل الإعلام والمساجد والخطب كل هؤلاء ليس لهم فى لغتهم، ويعتبرون استخدامها صورة من صور التخلف.. قليلًا ما تجد نشرة إخبارية باللغة الفصحى، حتى فى الصحافة أصبحت المقالات باللهجات العامية، والأغرب من ذلك تهميش مناهج اللغة العربية فى برامج التعليم، وأخشى أن تُلغى هذه المناهج فى زمن قادم.

إن اللغة العربية حصن من حصون الثقافة العربية، وهى لغة القرآن الكريم، دستور الإسلام وكتابه المقدس.. إن تدريس اللغة العربية فى تركيا رسالة واضحة للعالم العربى بأن هذه اللغة تجمع ملايين البشر من المسلمين وغير المسلمين، ويجب أن يوضع أصحاب القرار أمام مسئولية تاريخية تتعرض فيها شعوبنا لهجمة بربرية لتدمير ثقافتنا ولغتنا، تمهيدًا لمستقبل غامض لا أحد يعرفه..

أعيدوا للغة العربية مكانتها فى المدارس والجامعات وأزهرنا الشريف وبين أجيالنا الجديدة.. إن محنة اللغة العربية وإهمالها جريمة فى حق تاريخ طويل من الحضارة والثقافة والتاريخ.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: