حانت اللحظة الفلسطينية، ويجب أن ينتهزها كل الفلسطينيين، وليس السلطة وحدها، أو حماس بمفردها، ولكن المجتمع الفلسطينى كله، لأن العالم اعترف بفلسطين، وبقى أن يعترف الفلسطينيون بدولتهم، وأوقن أنهم يريدونها، لكنهم لا يسيرون على خطاها بنفس السرعة التى تدور فى كل العالم، كما حانت اللحظة الفلسطينية أن تعترف حماس بضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية التى خرجوا عليها فى 2007 (ما يقرب من عقدين)، والفلسطينيون ضائعون فى غزة والضفة بين حماس وفتح فى ظل غياب مؤسسات الدولة، أو السلطة، أو ضعفها أمام الفصائل.
أعتقد أن الاحتشاد الأمريكى فى إسرائيل على أشده، حيث نائب الرئيس (جيه دى فانس)، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وصهر ترامب (كوشنير)، والمبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، وقائد المنطقة المركزية، و200 جندى أمريكى يستعدون للدخول إلى غزة لتنفيذ المرحلة الثانية، والرئيس الأمريكى على الخط يتحدث عن الضفة الغربية، وأنه لن يسمح لإسرائيل بضمها، والعالم كله ينتظر، ويتطلع إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط، وستكون فلسطين هى قلب الأحداث، ومحورها، فهل تدرك حماس أنها يجب أن تسمع إلى أنين الفلسطينيين، ويجب أن تشكر الشعب الفلسطينى الذى صمد عامين فى وجه أعتى قوة عسكرية كانت تسعى إلى إبادته، وتدمير القطاع، وتهجير أهله؟، لكن ما حدث هو صمود، وانتصار الشعب الفلسطينى كله، ولذلك يجب أن تكون المرحلة الثانية من اتفاق أو برنامج الرئيس ترامب لغزة أسرع وأسهل من المرحلة الأولى، لأنها الطريق إلى إسعاد أهل غزة بعد حرب طويلة مرهقة، وأن يشعروا بأنهم تخلصوا من الحرب والاحتلال.
وأخيرا، المرحلة الثانية تحتاج إلى تجاوب من كل الفلسطينيين، وإلى تعاون الكل، وأولهم بالقطع حماس، وأن تثبت أنها تبحث عن الدولة وليس السلطة، لذلك فإن نجاح المرحلة الثانية فى اتفاق «برنامج ترامب» سيقع على عاتق حماس، ومن شأن الواقع الكئيب على غزة أن تستجيب كل الأطراف، وتسرع الخطى لتضع نيتانياهو والإسرائيليين، بل العالم، أمام استحقاقات الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، ويثبت الفلسطينيون ومؤسساتهم وحدتهم، وجدارتهم بحق تقرير المصير، والدولة المرتقبة بإذن الله.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: