هل هناك جهة فلسطينية تعمل بمنهجية علمية على توثيق جرائم الاحتلال المُرَوِّعة بما يفيد إدانة فاعليها الإسرائيليين وقادتهم من المحاكم الدولية؟ ذلك لأنه، بمجرد متابعة المتاح من هذه الجرائم، هناك ما يُرَجِّح أن جرائم أخرى لم تُعرَف بعد! أنظر فقط إلى بعض الحالات المتواتِرة فى الأيام الأخيرة عن جرائم تعذيب المساجين الفلسطينيين قبل قتلهم، وهو ما ثَبُت بمجرد تسليم إسرائيل لجثامينهم أخيراً فى صفقة التبادل وفق اتفاقية إنهاء الحرب! وقد وصل الاطمئنان الإسرائيلى إلى حد الاستهانة بترك أدلة مفحمة على الجريمة، فسلمت جثامين وقد تركت بعضها وحبل المشنقة لا يزال ملفوفاً على رقبة الضحية، وأبقت عينيه معصوبتين، ويديه مقيدتين خلف ظهره!
أضِف أيضاً أن هناك تصريحات خطيرة تدين صاحبها والنظام الإسرائيلى كله، وكثير منها مُعلَن ومُسَجَّل بالصوت والصورة! من هذا نداء أحد الوزراء الإسرائيليين بضرب غزة بقنابل نووية! وقيل آنذاك إن نيتانياهو استدعاه ووبَّخَه على هذا، ولم يُذكَر أى نفى رسمى فى إسرائيل أنهم يمتلكون سلاحاً نووياً! كما لم يُنشَر أن إن الوزير الإسرائيلى تعرض لأية مساءلة من حزبه أو من الرأى العام أو من قضائهم! وهناك كذلك عشرات الاعترافات لبن غفير، بصفته وزيرهم للأمن القومى، أنه يتعمد تعذيب المساجين الفلسطينيين بعدة أساليب، منها تخفيض القيمة الغذائية لطعامهم وتقليل الكمية، وتعمده التنغيص عليهم بحشر أعداد زائدة منهم فى زنازين ضيقة..إلخ! وهناك زيارته لمروان البرغوثى فى محبسه، وظهور البرغوثى فى حالة بائسة من فقد الوزن والضعف! كما أن هناك عشرات الحالات لجنود إسرائيليين سجلوا جرائمهم بأنفسهم وتفاخروا بها على صفحاتهم بالسوشيال ميديا..إلخ إلخ.
ما دام أن الصراع مُمتَد إلى أمد غير منظور ولا محسوب، فيجب الاستفادة من كل دليل يدعم الحقوق الفلسطينية أو يؤكد الجرائم الإسرائيلية، وهذا سلاح مهم فى عدة مجالات، على الأقل فيما ظهر فى ردود الأفعال العالمية ضد إسرائيل بمجرد معرفة الشعوب بها، مما شكل ضغطاً على الأنظمة الغربية التى هى صديقة تاريخياً لإسرائيل، فصار عليها، مراعاة لإرادات شعوبها، أن تُبدِى الاعتراض على جرائم إسرائيل، وهى مواقف يجب العمل على تطويرها مستقبلاً.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: