فى كل مرة أزور بغداد أجدها أجمل وأبهي؛ مشروعات تطوير وتوسعة للشوارع، وإقامة جسور، وتجمعات سكنية حديثة، وانتظامٌ فى التيار الكهربائى، وانخفاضٌ ملحوظ فى انقطاعه، بعدما كان يشكل أزمة كبيرة فى العراق كله، خاصة فى العاصمة بغداد ومدن الجنوب.
الآن أجد مشروعات بنية تحتية وصناعية واعدة تجعلنى أكثر ثقة بأن العراق يستعيد بهاءه؛ اهتمام بالتشجير، والتغلب على الازدحام المرورى، وخطوات نحو إنشاء مترو بغداد. قطاع صناعى بدأ يستعيد قوته، واستثمارات تتنافس على الفرص الواعدة فى العراق الذى يمتلك احتياطيات نفطية تضعه فى مصاف الدول الأولى المنتجة للنفط. ومع ذلك، هناك مشروعات أخرى لاستغلال الطاقة الشمسية فى توفير الكهرباء، خاصة فى المناطق النائية.
هذا التنافس الدولى الملحوظ على الاستثمار فى العراق يعود لما أصبح يتمتع به من استقرار سياسي؛ فرئيس الوزراء محمد شياع السودانى موضع ثقة وترحيب وتفاؤل من مختلف المكوّنات العراقية، وكانت سياساته المتوازنة فى الداخل تقوم على المواطنة لكل العراقيين بمختلف أديانهم وطوائفهم دون تمييز، مما جعله يحظى بتلك المكانة التى لملمت الجراح، وتواصل مساعيها لتكريس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة.
كما استطاعت الحكومة العراقية أن تجتاز الكثير من التحديات الصعبة، وأن تنسج شبكة علاقات متوازنة جعلتها تحقق «صفر عداوات» مع جيرانها، وأن تصبح جسراً للسلام وحل المشكلات بالحوار، وأن تخفف من حدة الاحتقان السياسى والطائفى والعرقى الذى طالما هدد سلامة ووحدة العراق فى فترة كانت مليئة بالاستقطابات والخصومة. لكن السياسة المتزنة والهادئة لرئيس الوزراء محمد شياع السودانى أكسبته مكانة إقليمية مهمة، ومدت جسور التعاون مع مختلف الجيران، بل أصبحت جسراً لمزيد من علاقات الجوار القائمة على الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة الوطنية العليا للعراق.
ما شاهدته خلال زيارتى الأخيرة يبعث على الكثير من التفاؤل حول مستقبل العراق ومسيرته التنموية، وعلى العلاقات الخاصة والعميقة التى تربط مصر والعراق، التى لا تتوقف عند حد التنسيق فى المواقف والسياسات والعمل المشترك من أجل تقارب عربى، ومزيد من التعاون والثقة بين بلدان المنطقة؛ لتكون فاعلاً مؤثراً فى السياسات الدولية، وألا تكون مطمعاً لأى دولة أو قوة كبرى، بل تعتمد على مقوماتها وعناصر قوتها، وأهمها التعاون المشترك فى مختلف المجالات.
وقد رأيت شركات مصرية تعمل فى العراق وتلقى الترحيب بمشاركتها فى المشروعات التنموية الكبرى. وشاهدت التطوير فى مشروع ميناء الفاو الكبير المطل على الخليج، ليصبح باباً واسعاً أمام التنمية المتسارعة فى كل أنحاء العراق، لتزيد فرحتى بما تحقق، وأنتظر المزيد للعراق وكل أمتنا العربية.
لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت رابط دائم: