قمة مصرية ــ أمريكية استثنائية شهدتها مدينة شرم الشيخ، الاثنين الماضى، بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب، جاءت فى توقيت بالغ الأهمية، ولحظة فارقة فى تاريخ المنطقة، استدعت البناء على زخم العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والولايات المتحدة والتعاون الاستراتيجى من أجل العمل على تحقيق السلام، والحفاظ، على الاستقرار فى الشرق الأوسط.
وإننى لا أرى هذه القمة، الاستثنائية فى الوقت والظروف، إلا تتويجا للعلاقات الوطيدة الاستراتيجية بين بلدين على قدر من الأهمية والدور الفاعل فى المشهد الإقليمى والعالمي؛ الولايات المتحدة بصفتها أكبر دولة فى العالم، ومصر الكبيرة، التى باتت اليوم تشكل مفتاح الاستقرار فى المنطقة، وركنا رئيسيا من أركان ضمان التوازن والسلم فى مشهد شرق أوسطى متأزم، يواجه أزمات وصراعات وحروبا ومحاولات هدم الدولة الوطنية وهدر مقدرات الشعوب، والعبث بأمن واستقرار المنطقة.
ولقد كانت قمة «السيسى ــ ترامب» بشرم الشيخ تجسيدا حيا لنموذج العلاقات الاستراتيجية التى تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتعتمد على تعزيز مجالات التعاون، لبدء مرحلة جديدة من السلام الحقيقى والشامل والعادل فى المنطقة بالاستفادة من الدور الرائد لمصر فى إطلاق مسيرة السلام بالشرق الأوسط، وكذلك الدور الأمريكى، بوصفه أحد أهم الضمانات الأساسية لتحقيق السلام الذى يحتاج إلى شخصية استثنائية مثل الرئيس الأمريكي، قادرة على تنفيذ مبادرات شجاعة.
وتتميز الشراكة الاستراتيجية المصرية - الأمريكية بتنوع الآفاق الواسعة لفرص تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، بما تمتلكه مصر من مميزات دعت الرئيس ترامب إلى تأكيد دعمه، ودعوته الشركات الأمريكية إلى تعزيز وتكثيف وجودها واستثماراتها فى مصر، وأيضا توفير الدعم الأمريكى للقاهرة لدى المؤسسات المالية الدولية.
وأستطيع أن أؤكد أن مصر تدير ملفاتها بحرفية شديدة وحكمة بالغة واقتدار لسياسى محنك بقدر وقيمة الرئيس السيسى، الذى رفع مصر إلى المكانة التى تستحقها، وفرض هيبة مصر على جميع دوائر صنع القرار، وأثبت للجميع أن دولة تعرف إلى أين تسير بشعب يثق فى قيادته الحكيمة، لن تنال إلا التقدير والاحترام والحفاوة، والحرص على تعزيز العلاقات معها، وقبل كل ذلك مكانتها التى تستحقها بين الكبار.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجــد منيـر رابط دائم: