مشكلة القمامة فى مصر تحتاج إلى اهتمام وجهد حتى تصبح شوارعنا نظيفة، حضارية، صحية، وآمنة. لا يمكن احتمال كمية القمامة المنتشرة على الأرصفة وفى الشوارع، بما تسببه من إزعاج ومخاطر. لا ينبغى أبدًا أن نعتاد تلك المناظر القبيحة، ولا أن نتجاهل ما تمثله من تهديد لصحتنا، فضلًا عن الحوادث التى قد تسببها عندما تزحف القمامة الصلبة الناتجة عن بقايا مواد البناء والحفر إلى نهر الشارع، فتتحول إلى مطبات غير مأمونة تفاجئنا دائمًا، لأنها غير متوقعة.
كثيرون ممن يجرون إصلاحات داخل شققهم يلقون ببقايا مواد البناء، من سيراميك وطوب وغيرها، فى أقرب مكان متاح. المهم لديهم أن يتخلصوا منها خلسة دون أن تطولهم مخالفة، فيتفقون مع العمال على التخلص منها فى أى مكان خالٍ وفى وقت مناسب، لتتحول هذه المخلفات إلى أفخاخ للسيارات، قد تنحرف بسببها المركبات فجأة لتفاديها، فيقع المحظور وتحدث حوادث مؤسفة لها ضحايا وخسائر.
إن ما نرتكبه من تجاهل أو مشاركة فى إلقاء القمامة فى الشوارع أو الأرصفة أو مجرى النيل والمصارف يكلفنا أضعاف الجهد والمال على المدى البعيد. فمجرى النيل وفروعه، الذى نشرب منه، يصبح ملوثًا بمواد لانعرف مدى خطورتها على صحتنا وصحة أولادنا، منها ما لايمكن التخلص منه حتى بتركيب فلاتر للمياه، وهذا يزيد من معدلات الإصابة بأمراض الكلى والكبد والسرطانات، فننفق الكثير ونعانى أكثر، وتتحول مشكلاتنا إلى مآسٍ حقيقية.
ولا تقتصر المخاطر على مياه الشرب، فالزراعة تتلوث أيضًا، ما يعنى أن الخطر يعود إلى بيوتنا وعائلاتنا، سواء من خلال الخضراوات والفاكهة أو مياه الشرب. كما يعانى مجرى النيل وفروعه الانسدادات وتراكم القمامة على جانبيه، مما يضطرنا إلى تطهيره من حين لآخر.
الدراسات حول مشكلة القمامة موجودة، وهناك حلول مقترحة للاستفادة منها وإعادة تدويرها، لكنها للأسف ما زالت حبيسة الأدراج، ولم تتحول إلى واقع، رغم كل هذه المخاطر. يضاف إلى ذلك ما تسببه من ضرر لسمعتنا السياحية، والتحذيرات التى يتلقاها السائحون، ممن يخشون زيارة مصر بسبب القمامة وضعف الرقابة على النظافة.
إن ما نخسره من صحتنا وسمعتنا يفوق بكثير تكلفة أى حل، سواء بإنشاء شركات متخصصة فى جمع القمامة وإعادة تدويرها، أو بتوفير عدد كافٍ من صناديق القمامة، أو بتشديد الرقابة وتحرير مخالفات رادعة بحق المخالفين. علينا أن نعتاد أن تكون نظافة الشوارع وشواطئ النيل والبحر جزءًا من ثقافتنا وسلوكنا اليومي، حتى تصبح مصر جميلة بحق؛ لاتزعجنا قمامتها، ولاتنفر من يزورها، وتكون كما نحلم بها: بلدًا يليق بأبنائه، ويعاملون شوارعه وشواطئه كأنها بيوتهم جميعًا.
لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت رابط دائم: