رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

ميلاد جديد للشرق الأوسط

فى لحظة تاريخية حولت مصر بثوابتها الراسخة الحلم إلى واقع؛ بددت برؤيتها وعزيمتها ظلاما خيم على المنطقة كلها فى مرحلة فارقة من عمرها، ربما تكون واحدة من أخطر مراحلها عبر التاريخ.

تمسكت مصر بنداء السلام بينما الإقليم غارق فى القتل والدمار، وحددت الطريق الآمن لمستقبل الشرق الأوسط، ودشنت ميلادا جديدا للمنطقة التى عانت من تاريخ طويل للصراعات ودورة عنف وحروب مواجهات تتجدد كل حين.

ولم تكن قمة شرم الشيخ للسلام واتفاق وقف الحرب فى غزة إلا تدشينا لميلاد جديد لشرق أوسط يأمل فى تجنب الصراعات والحروب والدمار، ويسعى لتعايش سلمى وتنمية ورخاء وازدهار تستحقه شعوب المنطقة؛ بعد أن عايشت أقسى المراحل التاريخية ألما وفقدا لكل معانى الإنسانية على مدى عامين كاملين.

وها هى مصر بتمسكها بمواقفها وثوابتها تجاه القضية الفلسطينية تجمع قادة العالم فى مدينة السلام؛ لتدشن طريق السلام. والحقيقة أن قمة شرم الشيخ للسلام التى تتخذ من أغصان الزيتون الخضراء رمزا لها هى نتيجة مسار طويل وشاق ألزمت مصر نفسها به من أجل القضية الفلسطينية والحق الفلسطينى، ولن أبالغ لو قلت إنها تحملت الكثير من أجل القضية وعدم تصفيتها والتصدى لمخطط التهجير؛ وصولا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى إطار حل الدولتين.

ولعل اتفاق شرم الشيخ الذى أنهى معاناة الأشقاء فى غزة وكتب نهاية حقبة مؤلمة فى التاريخ الفلسطينى هو نفسه الذى فتح الباب مجددا للأمل فى السلام؛ لتواصل مصر مسيرتها من قمة القاهرة للسلام إلى قمة شرم الشيخ للسلام.

وإذا كانت مصر ــ كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى ــ صاحبة الريادة فى إطلاق مسيرة السلام فى الشرق الأوسط فإنها تؤمن بأن قرار السلام يحتاج لشخصيات استثنائية قادرة على اتخاذ وتنفيذ مبادرات شجاعة، على غرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومن هنا تنبع أهمية التعامل مع آليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة ترامب للتسوية، خاصة ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة وصولا إلى المسار السياسى للتسوية.

لقد خططت مصر وأدارت بجدارة التعامل مع واحدة من أكبر الأزمات التى هددت الإقليم، لم تفقد الأمل ساعة واحدة، وباشرت اتصالات مع العالم كله، وها هو العالم يأتى سعيا للاجتماع فى مصر بمدينة السلام، ويستمع لما قالته مصر ويسير على هدى رؤاها.

مصر قبلت طوعا ــ وليس كرها ــ أن تقوم بدورها التاريخى تجاه كل القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتؤكد دوما أن السلام العادل والشامل، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام. ولقد نجحت مصر فى تجديد الأمل، وإعادة إحياء السلام، مثلما نجحت فى وضع العالم أمام مسئولية تاريخية، ما يفتح الباب للأمن والاستقرار وإعادة إعمار غزة وسلوك طريق السلام العادل..

هذه هى مصر، وهذه هى رسالتها، حتى تكون المنطقة والعالم أكثر أمنا، تقدم التنمية على الحرب، والبناء على التخريب. ويبقى السؤال الذى يطرح نفسه بكل قوة: كيف حققت مصر أهدافها وكيف وصلت إلى هذه النتائج؟!.

بحس القائد، راهن الرئيس السيسى من البداية على وحدة المصريين واصطفافهم؛ لأنه يعلم أنها الضامن لصلابة مصر بعد إرادة الله سبحانه وتعالى، والثابت الذى لا يقبل التغير أبدا، وتلك كانت لبنة القوة الأولى التى اعتمدت عليها الدولة المصرية فى خوض أشواط طويلة فى التعامل مع أزمة جسيمة تهدد المنطقة بالكامل.

اعتمد الرئيس السيسى على قوة الدولة المصرية التى تراكمت على مدار 10 سنوات، فحققت ما كان مستحيلا ــ لو أن البلاد كانت فى حالة تفكك وانقسام ــ وجاءت قوة الدولة من وحدة صف شعبها على قلب رجل واحد، واستقرارها وتسليح وتحديث جيشها والعلاقات الجيدة مع كل دول العالم، تلك القوة التى جعلت المواطن يدرك الآن أن ما اقتطعه من دخله، لم يذهب هباء؛ وإنما حمى الدولة وأهلها؛ وهو ما لم يكن يحدث فى حالة ضعف الدولة فى كل المناحى.

أقول إن مصر قطفت ثمار البناء والتنمية من زيادة قوة الجيش العظيم، ووعى الشعب وكفاءة الأجهزة والمؤسسات الوطنية وانفتاح على العالم، وإعلام وطنى حمل رسالة مصر، ويشارك بمصداقية فى إعلاء صوت الدولة، وقبل كل هذا قيادة محنكة تضع الأمور فى نصابها الصحيح.. مصر كعادتها تجدد الأمل وتعيد إحياء السلام وتضع العالم أمام مسئولية تاريخية وتفتح الطريق للأمن والاستقرار الحقيقيين.. هذه هى مصر وهذه هى رسالتها.. وتحيا مصر.

لم تكن قمة شرم الشيخ للسلام واتفاق وقف الحرب فى غزة إلا تدشينا لميلاد جديد لشرق أوسط ، يأمل فى تجنب الصراعات والحروب والدمار، ويسعى لتعايش سلمى وتنمية ورخاء وازدهار تستحقه شعوب المنطقة.

[email protected]
لمزيد من مقالات مـاجــــد منير يكتب من شرم الشيخ

رابط دائم: