رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
المعركة الدبلوماسية الكبرى

اتفاق غزة الذى جرى فى شرم الشيخ أراه أحد أكبر المعارك الدبلوماسية التى شهدها العالم، وسيكون له تأثير كبير على مجريات الأمور فى المنطقة التى كانت على وشك انفجار كبير، توقع كثيرون أن يتمدد من غزة ليصبح من أكبر حروب المنطقة.

جهود كبيرة بذلتها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع شركائها الإقليميين والدوليين، باقتدار من أجل حل ملفات رآها الجميع معقدة ومتشابكة، ولم تعد قابلة للحل، لكن تلك الجهود تجاوزت كثيرًا من العقبات لترسم مسارًا وملامح جديدة للمنطقة، وتنقذها من الانفجار الكبير.

وكان للحشد الإقليمى والدولى الكبير فى شرم الشيخ نتائجه وتأثيره، إذ سبقته اتصالات تناولت أطروحات وأفكارًا تمكنت من تجاوز كثير من التعقيدات. وفوجئنا بمبادرة مبدعة للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى قاد ونسق وجهز من أجل الوصول إلى حل لأشد التعقيدات، عندما دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الحضور إلى شرم الشيخ. وكانت تلك الدعوة من أهم عوامل التوصل إلى اتفاق، فلا يمكن أن يأتى الرئيس الأمريكى إلى شرم الشيخ ويعود بلا اتفاق ولا نجاح، وهو من يستطيع أن يردع بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذى تمكن من إفشال كل المباحثات السابقة، ووضع الألغام لتفجير كل المفاوضات السابقة.

إن ما حققته مباحثات شرم الشيخ فى أقل من يومين تجاوز فى نتائجه وتأثيره كل الجهود المبذولة خلال ما يقرب من عامين، إذ وضعت حدًا لتلك المأساة الإنسانية فى غزة، وأفشلت مخطط التهجير، وتوصلت إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، وترتيب وقف الحرب المروعة، وتنظيم خطوات انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وتسيير قوافل الإغاثة الإنسانية بلا عوائق، لوقف عمليات التجويع والتدمير لكل مقومات الحياة فى غزة، لتزرع أملًا جديدًا فى التوصل إلى اتفاق سلام يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

نسقت مصر، ممثلة فى المخابرات العامة ووزارة الخارجية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، عملية مفاوضات صعبة ومعقدة، وجهزت رؤية للخروج باتفاق مقبول من أطراف الصراع والدول الإقليمية والعالم، لوقف تلك المذابح المروعة التى شهدتها غزة طوال عامين من عمليات إبادة بشعة.

الملفات التى جرى تداولها كانت كثيرة وصعبة ومعقدة، والمسافات متباعدة للغاية بين الأطراف، حتى كاد العالم ييأس من التوصل إلى حل مقبول يوقف نزيف الدماء، وينهى أحد أكثر فصول الصراع مأساوية. لكن الإدارة المصرية للمباحثات، وثقلها السياسى فى المنطقة والعالم، والجهد المبذول فى التنسيق بين الوفود المشاركة، فتحت ممرًا للأمل فى تلك الأجواء المظلمة والمخيفة فى حال استمرار الحرب وتوسعها.

وها هى تحقق نجاحًا غير مسبوق، ويخرج اتفاق غزة من شرم الشيخ ليصبح ممراً نحو حلول أوسع لتحقيق السلام والتنمية والرخاء، بدلًا من الإبادة والدمار الشامل واليأس.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: