رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

من القاهرة
شيخوخة العالم !

قلنا إن العالم يتغير بسرعة؛ وهو حاليا يلفظ السلام ويندفع نحو الحرب ولم يعد أحد يهتم كثيرا بالنظام الدولى الذى جاء بعد الحرب العالمية الثانية القائم على الأمم المتحدة وتفريعاتها؛ أو حتى بالنظام العالمى الذى جاء بعد سقوط حائط برلين فى 1989 الذى أتى بالعولمة وتوابعها. ولكن التغيير فيه ما هو أعمق، فالثابت وفق دراسات إحصائية أن عدد البشر الذين يتعدون 65 عاما سوف يتزايد من 761 مليونا فى عام 2021 إلى 1.6 مليار فى 2050. الزيادات يمكن ملاحظتها فى واقعنا الحالى فمن يصلون إلى التسعين عاما، وحتى من يتعدون المائة، يتزايدون أكثر من أى وقت مضي.

الأسباب معروفة حيث تقدمت تكنولوجيات إطالة العمر والقضاء على أمراض مستعصية؛ وأكثر ما يؤثر فى نسبتها فى المجتمعات المختلفة نسبة الخصوبة التى تغذى عدد الأصغر سنا. أصبحت القضية ماذا يفعل العالم مع المعمرين، خاصة مع توغل العمر إلى ما يقرب من 130 عاما.

العالم يعرف معنى الغربة الجغرافية التى جعلت جماعات تنتقل من بلد إلى آخر، ومن قارة إلى أخري؛ ولكنه لا يعرف معنى الغربة العمرية! اختلاف الثقافات لم يعد فقط واقعا بين المناطق والدول؛ وإنما الأجيال المختلفة تعرف أنواعا متنوعة من العمل والفنون والموسيقى وتقاليد الزيجات والجنازات.

للأمر أبعاد اقتصادية وسياسية؛ وعندما تكون سن الإحالة إلى المعاش 65 عاما، فإن تكلفة المعاش سوف تتضاعف إذا ما عاش الإنسان 130 عاما وهى ليست فى طاقة الدول والنظم الاجتماعية المختلفة. اليابان هى الدولة الأولى فى مقياس طول العمر؛ وبعد ذلك تأتى كل الدول المتقدمة؛ ولولا الهجرات التى ذهبت إلى أوروبا خلال العقود الأخيرة لما كان ممكنا المحافظة على التقدم. دول شرق آسيا حيث الهجرة محدودة شاخت قبل غيرها.

سياسيا فإن الهجرات من الشرق الأوسط والعالم الإسلامى غيرت من تركيبة العمر السكانية فى أوروبا وشمال أمريكا، وكانت سببا فى التغيير إزاء القضية الفلسطينية.


لمزيد من مقالات د. عبد المنعم سعيد

رابط دائم: