رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

تحالفات عسكرية ونووية.. خطر مرعب لإسرائيل

سنوات السكون التى عاشها الشرق الأوسط لعقود، تستعد للرحيل لصالح سيناريوهات غير متوقعة أو مرغوبة، الإقليم يتغير ويتهيأ لعصر جديد من الوثبات السريعة التى ستتوالى فصولها اليوم وكل يوم، من أسف تلك الوثبات لن تكون فى إطار التعاون والتعايش والاندماج الاقتصادى، وإطلاق برامج التنمية الشاملة، كما خطط لمعاهدة السلام بين دول الإقليم وإسرائيل منذ 47 عاما أو اتفاقيات التعاون الإبراهيمى كما وقعت فى السنوات الخمس الأخيرة، لاشك فى أن هذا القادم لجوهر هذا التغيير الذى يكتسى بشكل الصراعات وتأجيج بؤر التوتر، غير المرغوب فيه يقف وراءه شخصان يختصمان الأمن والاستقرار مقابل تبنى وإشاعة أجواء التوتر وإشعال نيران الصراع وحروب الإبادة وتغيير الخرائط ونسف الحدود المتعارف عليها لقرون، هذان الرجلان هما نيتانياهو وترامب، الأول مجبول على إشعال النيران فى كل دولة جوار لإسرائيل، يخرج على الجميع متباهيًا بما تفعله الآلة العسكرية الإسرائيلية من قتل وتدمير، متوعدا بتجاوز حقوق دول الإقليم وسلامة أمنها القومى، مبشرا بإسبرطة جديدة، تلك الدولة باليونان القديم التى اعتمدت على القتل والحروب وناصبت العالم العداء، فكان الفناء والانهيار سريعا لها، وهذا ما يترقبه العالم لدولة نيتانياهو العدوانية النازية، حيث لن تظل دول وشعوب الإقليم مكتوفة الأيدى، بل لابد من تغيير المعادلات وهذا ما تفعله دول الإقليم المركزية الكبرى كمصر والسعودية وتركيا.

أما الرجل الثانى ترامب شريك نيتانياهو فى هذا التدهور الذى يضرب الشرق الأوسط، فقد خدع الجميع ومازال يمارس لعبته السقيمة بالاشتراك مع حلفائه من اليمين الفاشى اليهودى سواء فى تل أبيب أو اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة لإحداث الفوضى، عبر توفير الحاضنة والانحياز الكامل الأعمى للحكومة النازية فى تل أبيب لاعتماد زلزال تغيير وصك الشرق الأوسط الجديد، والذى بأى حال من الأحوال لن يصنع الاستقرار والأمن الجماعى، بل سيشعل النزاعات والحروب وفى مواجهته لاشك ستتزايد وتيرة التحالفات العسكرية وصياغة اتفاقات الحماية الجماعية، خاصة أن الرئيس ترامب مازال بارعا فى الكذب والخداع وتمرير الصفقات الأحادية لمصلحة أمريكا، وليس لمصلحة شعوب المنطقة، وأمامنا مشهد الصراع الدامى فى غزة طيلة العامين الماضيين ، وماذا قدم له الرجل منذ أن عاد إلى البيت الأبيض منذ تسعة أشهر، غير الوعود الكاذبة والانقلاب كل يوم على نفسه عبر تصريحات وأقوال متناقضة، بعد أن أدمن تصدير الأكاذيب بأنه لو كان رئيسا لما وقعت أحداث غزة، وتابعها بنغمة خداع مطولة أنه عندما سيدخل البيت الأبيض سيوقف الحرب فى غزة باتصال واحد، لينكشف المسكوت عنه أن الرجل جاء مع نيتانياهو لتخريب وتدمير الشرق الأوسط، ولأجل كل ذلك مازال يتباهى بتقديم الغطاء السياسى والمالى، والدعم اللوجستى والعسكرى، وآخره صفقات أسلحة تجاوزت قيمتها الخمسة مليارات دولار لتمكين إسرائيل من تخريب الإقليم.

ولعل فى خضم هذا السيناريو الكارثى المتوقع، كانت المفاجآت العربية والإسلامية السارة، التى أسعدت العقول والقلوب، وشكلت صفعة قوية لتل أبيب والإدارة الأمريكية، هو توقيع اتفاق التعاون العسكرى والنووى بين المملكة العربية السعودية وباكستان، فى لحظة فجائية بين ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستانى، حيث كان التوقيع مزلزلا لتل أبيب التى ظنت أنها الوحيدة القادرة على تطويع وتطويق الشرق الأوسط ودوله عبر رءوس برنامجها النووى، ليأتيها الرد المناسب وفى التوقيت غير المناسب لأهداف وخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يخطط له نيتانياهو، حيث هذا الاتفاق سيشكل رافعة عسكرية ونووية جديدة، ويفرض معادلات السباق العسكرى والنووى فى الإقليم لصالح الانتباهة العربية، ومقتضيات ومعادلات الأمن القومى العربى فى المرحلة القادمة، آخذا فى الاعتبار أن باكستان تمتلك أكثر من 170 رأسا نووية، ناهيك عن حديث وزير الدفاع الباكستانى الذى قال ان هذا البرنامج سيكون فى تصرف ويد المملكة طبقا للاتفاق إذا حدث أى تطور غير مقبول ومرفوض، فاتحا الباب أمام أى من دول الإقليم العربية بالطبع، للانضمام إلى هذا الاتفاق إذا أرادت وأمام الاستفادة من البرنامج النووى الباكستانى، باعتبار أنه يمثل القنبلة النووية الإسلامية فى مواجهة المشروع النووى الإسرائيلى، لاشك فى أن الخطوة السعودية كانت موفقة بامتياز وكان قرارا ناجحا باقتدار ليس لصالح السعودية فقط، بل لكل دول العالم العربى، الذى سيكون لها سياج حماية وأدوات فتاكة بالتعاون مع الدول ذات الأحجام والأوزان الثقيلة عسكريا كمصر فى المقام الأول، لتوفير صواعق الردع والتفجير المضاد، لأى تجاوزات أو مغامرات إسرائيلية، أو انفلات غير محسوب فى الحسابات والعواقب من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلى، ولذا كان الاتفاق الأخير بين الرياض وإسلام أباد، أعظم هدية عسكرية ودفاعية قدمتها القيادة السعودية لشعبها فى يوم العيد الوطنى الذى يحتفل به الأشقاء السعوديون اليوم.

وعلى غرار صياغات تلك التحالفات وبناء خطط التعاون والتدريب العسكرى المشترك، تأتى مناورات بحر الصداقة المصرية ـ التركية اليوم فى منطقة شرق المتوسط، بعد غياب 13 عاما لترسم معادلة عسكرية من التعاون والجاهزية أمام الدول القادرة على تغيير المعادلات العسكرية فى الإقليم كمصر، لتشكل جرس إنذار يعلق فى رقاب الإسرائيليين جميعا، وليس نيتانياهو وحكومته فقط ، بل لكل الإسرائيليين، بأن القادم لهم هو الأسوأ، كما أبلغهم الرئيس السيسى فى خطابه مؤخرا أمام القمة العربية ـ الإسلامية فى الدوحة إذا لم يعودوا إلى جادة الصواب والعقل، ويتخلوا عن تلك المغامرات والسياسات الرعناء فى الإقليم والى الأبد.


لمزيد من مقالات أشرف العشرى

رابط دائم: