يحسن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اختيار توقيتات لقاءاته مع رؤساء التحرير، فدائما ما تكون اللقاءات فى موعدها؛ اللقاء الأخير الثلاثاء الماضى مع رئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية جاء فى توقيت بالغ الدقة، وسط تطورات متصاعدة وأحداث متسارعة يشهدها الإقليم، بينما جاء اللقاء الأول فى يوليو 2024 بمقر الحكومة فى العلمين الجديدة، بعد أسابيع قليلة من بدء عمل الحكومة بتشكيلها الجديد.
فى اللقاءين فرضت الأحداث وتطوراتها نفسها، وكان الحوار مهما، لاستيضاح كيفية التعامل مع التحديات وسبل تحقيق المستهدفات.
أتذكر فى اللقاء الأول مع دولة رئيس الوزراء أنه شدد على تطلع الحكومة إلى بدء التعافى مع نهاية العام المالى 2024/2025، والحقيقة أن ما عرضه الدكتور مدبولى فى لقاء الثلاثاء الماضى من مؤشرات عن تراجع التضخم والبطالة، وزيادة الصادرات ومعدلات النمو، تؤكد أننا أمام حكومة تنجز ما خططت له؛ من مستهدفات إصلاحات لم يكن من الممكن تجاهل تنفيذها، كما أنها تمنحنا الأمل، بل اليقين ــ بإذن الله ــ بقدرتنا على الوصول بمعدل النمو كما هو مخطط إلى 7%، وخفض العجز الكلى إلى 3.5%، والنزول بمعدلات الدين إلى 70%.
فى لقاء الثلاثاء الماضي- امتد لأكثر من 3 ساعات - لمست عن قرب أدوات عمل الحكومة فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الإقليم، وفى القلب منه مصر، التى تتطلب قدرا من القدرة على التنبؤ والتحوط والمرونة، وهو ما أكده عليه رئيس الوزراء بخصوص «السردية الوطنية لتنمية الاقتصاد»، التى تضع رؤية متكاملة لمختلف قطاعات الاقتصاد المصرى بمستهدفات كمية، والتى ترتبط بثلاثة سيناريوهات فى ضوء تطورات الأوضاع الإقليمية والظروف الجيوسياسية، أولها يتعامل وفق الأوضاع الحالية، وثانيها طموح، وثالثها متحفظ.
وربما تكون الرسالة الأهم فى لقاء رئيس الوزراء تلك المتعلقة بالتماسك الداخلي؛ فى ظل الاضطراب الشديد الذى يشهده الإقليم، وهنا يأتى دور الإعلام الذى شدد على أهميته فى زيادة وعى المواطن تجاه التحديات التى تواجه الوطن، ولعلها تكون إشارة مهمة إلى ضرورة الاهتمام بقنوات التواصل بين الإعلام ومختلف وزارات وأجهزة الحكومة، فجهد رئيس الوزراء وحده لا يكفي.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجــد منيـر رابط دائم: