رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
لننعم بالأمان

تذكرت ما أثير من جانب البعض حول سبب الإنفاق على صفقات التسلح وعمليات تطوير قدرات القوات المسلحة المصرية وتنويع مصادر السلاح، ورد الرئيس عبد الفتاح السيسى عن أهمية أن تظل الدولة المصرية قوية عسكريًا واقتصاديًا وثقافيًا، وأن نكون على جاهزية وقدرة لحماية مصر. لقد بدأت عملية التحديث والتطوير لقدراتنا العسكرية مبكرًا، وكأن هناك استشعارًا مسبقًا لما ستمر به المنطقة والعالم من حالة غليان نشهدها كل يوم فى اندلاع الحروب وسباق التسلح والمناورات.

رأينا ما تعرضت له دولة قطر، وما يمر به السودان، والاضطرابات فى ليبيا، ومواصلة إسرائيل عملياتها الوحشية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة، وهجماتها المستمرة على سوريا. ونرى الحرب تتجدد بين باكستان والهند، وحالة تأهب قصوى فى أنحاء أوروبا بلغت حد تأهيل الملاجئ والمستشفيات لحالة الحرب.

كما نرى اتساع نطاق المواجهات بين روسيا وحلف الناتو، ومن تابع العرض العسكرى فى الصين يدرك أن هناك تأهبًا لاحتمال اندلاع حرب فى شرق آسيا، بينما الولايات المتحدة لا تكف عن زيادة إنفاقها العسكرى الهائل، بل غيّرت اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب.

لم يكن استعداد مصر وإنفاقها على تعزيز قدراتها العسكرية إلا استشعارًا مبكرًا بضرورة أن نكون على أهبة الاستعداد لأى خطر. ولهذا ينبغى استعادة ما قاله الرئيس السيسي: إن حماية مصر لا تستند إلى قوتها العسكرية فقط، وإنما إلى قوتها الاقتصادية والثقافية أيضًا. ومن هنا، يجب أن تتوجه استثمارات القطاع الخاص إلى القطاعات الحيوية الإنتاجية، لتوفير ما نحتاجه من غذاء ودواء ومنتجات صناعية متطورة قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي، بل والتصدير إلى الأسواق الخارجية، بما يقلل من أعباء الاستيراد ويحقق توازنًا فى الميزان التجارى عبر زيادة الصادرات.

نعم، أنفقنا الكثير على تطوير البنية التحتية، وهو إنفاق ضرورى لانطلاق مشروعات صناعية وزراعية كبرى وجذب الاستثمارات الخارجية، فلا يمكن أن يتوجه مستثمر إلى بلد لا تتوافر فيه شبكات طرق واتصالات وموانٍ ومطارات ومحطات طاقة.

ورأينا كيف أصبحت لدينا دلتا جديدة ومشروعات زراعية فى مناطق ظلت غير مأهولة لقرون طويلة، ورأينا كيف وصلت مشروعاتنا القومية إلى شرق العوينات والصحراء الغربية وسيناء. وما بذلته الدولة من جهد فى هذه المناطق المهجورة لا يستهان به، وقد أُنجز فى وقت قياسي. ولهذا على رجال الأعمال أن يكملوا جهود الدولة، فهناك الكثير جدًا من مجالات الإنتاج، وتسهيلات لم تكن متوافرة من قبل، سواء فى الخدمات أو فى البنية التحتية.

ونأتى إلى ما ذكره الرئيس السيسى عن قوتنا الثقافية، وهى التى تحتاج إلى جهد كبير فى تطوير التعليم بكل مراحله، والبحوث العلمية، والإنتاج الفنى والإعلامي. هذه هى مصادر القوة الأساسية التى لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأن النهوض بها، حتى ننعم بالأمان.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: