رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

نيتانياهو.. للوقاحة عنوان واحد دائما

فى عوالم السياسة لاشيء يحدث بالمصادفة، كل ما يحاك ويدبر من إشعال نبرة ووتيرة الخطاب السياسى والإعلامي، من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى نيتانياهو هذه الأيام ضد مصر، يحمل فى طياته عقدة مستحكمة تكشف شلال الكراهية التى تتملكه وتنخر فى عقله المريض، ضد كل ما يمت بصلة لدولة مصر، يراها حجر عثرة تكبل طموحاته الشيطانية من أجل التمكين لدولة الاحتلال، الرجل المريض بعقدة التفوق على بن جوريون المؤسس الأول لكيان الاحتلال تطارده لعنات الفشل فى تحقيق حلم جعل تل أبيب الأكثر نفوذا، والأطول ذراعا بالشرق الأوسط، بفعل قوة المارد المصرى الذى يحيل أحلامه إلى كوابيس، ناهيك عن جعل مشروعه لتغيير الإقليم هو والعدم سواء، العقبة الكؤود بعد حروبه الهلامية على الجبهات السبع، ان هناك دولة فولاذية تمتلك حضارة الإقليم والمؤسس الأول لتكوينه ونشوئه، تسمى جمهورية مصر العربية، فضلا عن امتلاكها القوة الضاربة البشرية والعسكرية، ما يجعل مشروع بقاء دولة الاحتلال الإسرائيلى فى مهب الريح، عندما تحدث المواجهة الانشطارية إذا أرادوا لها فى مصر أن تقع، وقرروا اختيار التوقيت وساعة الزلزال، ولذا بات الرجل يشعر بالفشل وضياع حلمه ومستقبله السياسى رغم كل حماقاته فى ارتكاب الإبادة والوحشية النازية، وحروب التجويع للفلسطينيين، بسبب قوة الصمود والرفض والقفزات الحديدية التى يلقيها المصريون طيلة الوقت فى وجه الرجل وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ورسم الخطوط الحمراء على رمال الشريط الحدودى الملاصق لرفح الفلسطينية، بتذكير المحتل دوما بأن عهد التصفية والتهجير قد ولى بغير رجعة، وان عقاب المصريين وارد مثله كمثل يوم القيامة آت ذات يوم.

لا مبالغة فى القول إن الأشهر الأربعة المتبقية حتى نهاية هذا العام، هى الأخطر على الإطلاق فى عمر هذا الإقليم، وعلى سياجات أمن مصر القومي، أولا لأن استمرار التحريض والدس الإسرائيلى ضد الدولة المصرية، لابد ان يكون له نهاية على يد قوة الفعل والتأثر المصري، عبر حملة تأديب وردع مصرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو كانت بعملية مصرية خاطفة، إذا استمر النازى الجديد فى تل أبيب -نيتانياهو - فى تطاوله وتحرشاته اللفظية، أو تجرأ بدفع الفلسطينيين المقهورين فى القطاع باتجاه الحدود المصرية ، أو سعى لتصدير فشل حروبه وخيباته ضد مقتضيات الأمن القومى المصري، ثانيا ان المشروع الأمريكى - الإسرائيلى لإفراغ قطاع غزة من سكانه وترحيلهم، لم يتوقف أو يتراجع، بل على العكس تم الإعداد واكتملت الصورة النهائية للترويج للمشروع، بعد إنهاء تفاصيل صياغته فى الاجتماع الذى عقد منذ أيام فى البيت الأبيض بحضور ترامب وفريقه، وبمشاركة صهره كوشنر وتونى بلير سمسار مشروعات الفشل فى الشرق الأوسط، بجانب وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر ووزير الشئون الاستراتيجية ديرمر الأقرب إلى عقل وأذن نيتانياهو، وتم الاتفاق كما جاء فى التسريب الأمريكى المتعمد لصحيفة الواشنطن بوست، على إقامة ريفييرا الشرق الأوسط - منتجعات سياحية ومراكز تكنولوجية - وان التطبيق الفعلى سيبدأ نهاية العام، ومن هنا سيكون العبء الأكبر على الجانب المصرى لإفشال المشروع، حيث الأمر سيدخل فى حسابات مختلفة عن التصدى لأى مؤامرة إسرائيلية بتخريب القطاع ودفع الفلسطينيين إلى مناطق الحدود مع مصر، وهنا ستتصدى مصر ببسالة وتمنع تلك الجريمة، وسترفض كل الضغوط والإغراءات الأمريكية كما فعلت منذ أحداث طوفان الأقصي، سواء عبر دفع أموال أمريكية أو غربية أو تخفيض حصة من جملة الديون المصرية، أو محاولات مكشوفة بالتدخل الأمريكى للمساعدة والضغط والإجبار على إثيوبيا لحل مسألة سد النهضة وفقا للمطالب والشروط المصرية، وعندئذ يتوقع أن يحدث التأزيم فى العلاقات المصرية - الأمريكية على الأقل طيلة فترة ترامب، لان كل مشاريعه فى غزة ونسف فكرة إقامة الدولة الفلسطينية لصالح الدولة اليهودية ستصطدم بواقع الرفض المصرى المطلق. وتبقى ثالثة معارك المواجهة الفعلية بين القاهرة وتل أبيب حتى نهاية العام، ما يتعلق برفض وإفشال مصر مشروع إسرائيل الكبرى الذى يخطط له نيتانياهو على حساب أراض ومناطق متعددة من دول عربية بعينها فى الإقليم، ومساعى مصر فى التصدى له عبر ضربه فى مقتل وبشكل نهائى كما يحدث حاليا، حيث جزء كبير من المواجهة المصرية - الإسرائيلية، بسبب رفض مصر هذا المشروع، ورفض الافتئات الإسرائيلى على الحقوق والأراضى العربية، ورفض أى تأثير لتلك الدولة القزم فى تغيير خريطة الإقليم، حيث سيلجأ القاتل الأكبر فى إسرائيل - نيتانياهو - لافتعال الأزمات مع مصر، ودفعها لتقديم تنازلات من أجل مشروعه الوهمي، وهو ما ستعمل القاهرة على ألا يرى النور، لتقضى سريعا على الحياة السياسية لنيتانياهو وضرب حلمه بهيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط، ووقتها لابد ان يستعر الخلاف فى علاقات البلدين.

بقوة تلك الحقائق والسيناريوهات المرتقبة، بات جليا خلق حالة من الاستعداد لكل المصريين للحظة التفاف أسطورى حول دولتهم وقيادتهم، من أجل تشكيل تكتل وطنى صلد، وتوحيد المواقف وتجاوز الخلافات، التى ليس هذا توقيتها على الإطلاق، والإسراع بتوفير حاضنة سياسية وشبكة أمان جماهيرى كاسح للرئيس والجيش المصري، ورفع منسوب التأييد وعزيمة التضحيات والصمود من أجل استمرار تفوق هذا الوطن، وإشعال جذوة النجاح على جميع الأصعدة بالتوازي، ما بين التصدى بقوة جموع سكان المعمور المصري، والقوة العسكرية الفتاكة ضد كل معتد آثم، لأجل الحفاظ على راية هذا الوطن خفاقة، وذراع طولى ترسم الخرائط والأدوار فى الإقليم، بقوة التأثير والحضور المصرى الذى يجب ان يكون اللاعب الأكبر فى تحديد معادلات الشرق الأوسط.


لمزيد من مقالات أشرف العشرى

رابط دائم: