يعيش طلاب المرحلة الثانوية وأولياء أمورهم حالة من القلق المتزايد بسبب تأخر الإعلان عن القواعد المنظمة لقبول طلاب البكالوريا في الجامعات والمعاهد، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها وزير التربية والتعليم في إعداد النظام الجديد وإقناع الرأي العام والحكومة به، وهو — بلا شك — نظام متميز. إلا أن غياب الوضوح أثار تساؤلات عديدة ما زالت بلا إجابة حتى الآن، أبرزها: كيف سيكون نظام القبول في التعليم العالي؟ وهل سيكون هناك نظام تنسيق مستقل لكل مسار تعليمي؟ خاصة أن البكالوريا تعتمد على متوسط درجات العامين الدراسيين الثاني والثالث، بينما تعتمد الثانوية العامة التقليدية على امتحانات الصف الثالث فقط.
الأسئلة كثيرة والحيرة أكبر، خصوصًا مع اقتراب موعد التسجيل في أحد النظامين، وسط صمت وزارة التعليم العالي المسؤولة عن تحديد قواعد القبول، رغم تصريحاتها المتكررة بوجود تنسيق مستمر مع وزارة التربية والتعليم. فما جدوى هذا التنسيق إذا لم تظهر نتائجه حتى الآن؟ وإذا كان الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، مشغولًا فلماذا لا ينيب عنه من يملك الصلاحية لحل هذه الأزمة التي تؤرق الملايين من الطلاب وأسرهم؟ أين مخرجات اللجان المشتركة المكلفة بوضع آليات القبول في مرحلة الجمع بين نظامي البكالوريا والثانوية؟ ولماذا لم تُحسم القواعد وتُعلن بوضوح حتى الآن؟
لقد كنا نتطلع إلى مرحلة من الاستقرار التعليمي، تتجاوز مشكلات مزمنة كضعف البنية التحتية المدرسية، وقلة كفاءة بعض المعلمين، وتدني رواتبهم، والحاجة إلى تطوير المناهج لمواكبة العصر، فضلًا عن اجتثاث ظاهرة الدروس الخصوصية. لكننا وجدنا أنفسنا أمام إشكال جديد، أُضيف إلى ركام الأزمات: شهادة واحدة بنظامين مختلفين، وغموض تام في آليات القبول بالجامعات لكليهما. هكذا، بدلًا من حل المشكلات، زدناها تعقيدًا، وأربكنا طلاب الثانوية، فيما الوزارة المسئولة لم تحرك ساكنًا لتوضيح الرؤية وطمأنة الأسر.
إنني أناشد وزارة التعليم العالي سرعة الإعلان عن القواعد النهائية للقبول، حتى نمنح أبناءنا فرصة الاختيار الواعي للنظام الذي يناسبهم، ونمهد أمامهم الطريق نحو مستقبل تعليمي مستقر، يكون أساسًا لبناء وطن مزدهر.
لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت رابط دائم: