فشلت مؤامرة جماعة الإخوان في محاولتها اليائسة لترويج فكرة وجود حالة من عدم الاستقرار داخل مصر، من خلال تصوير مجموعة صغيرة داخل إحدى قرى الدلتا، وادعاء اندلاع مظاهرات تنتحل صفة الدفاع عن شعب غزة، مستثمرة التعاطف الشعبي مع سكان غزة ومعاناتهم من الاحتلال الإسرائيلي، ثم السعي إلى تحويلها إلى غايات أخرى، كما اعتادت الجماعة المشئومة، التي لا تتوانى عن استغلال واستثمار الألم أو الغضب عند وقوع أي أزمة، ولو كانت حادثًا طارئًا وعفويًا يحدث يوميًا في أي من بلدان العالم، سواء كان حادث طريق أو حريقًا أو غيره من الحوادث الطبيعية.
لم تستمر تلك المظاهرة الصغيرة أكثر من دقائق، وكان التصوير جاهزًا لأخذ «لقطة» وإرسالها إلى قنواتهم ومواقعهم الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، لكنها في الواقع كانت أعدادًا هزيلة وهزلية، وقد طاردها سكان القرية، وأمسكوا ببعض المشاركين فيها، وسلموهم إلى الشرطة.
هكذا كان تصرف المواطن المصري البسيط والواعي، الذي يدرك ما يُحاك لمصر من مؤامرات، لأن مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة المستقرة في محيطٍ مليء بالأزمات والصراعات. وقد اعتقدوا أنه من الممكن جر مصر إلى دوامة الحروب الأهلية التي تتبعها تدخلات دولية تضرب أعمدتها وتُخرب اقتصادها، كما حدث ويحدث من حولنا.
كما استغلوا التظاهرات ضد إسرائيل في عدة عواصم أوروبية، وبدلًا من الاحتجاج أمام سفارة إسرائيل، توجهوا إلى سفارات مصر، في سلوك غريب أثار استياء الجموع التي كانت تتظاهر للتنديد بالمجازر الإسرائيلية وحرب التجويع والإبادة. وقد رأى كثيرون أن توجه بعض أعضاء جماعة الإخوان إلى مبنى السفارة المصرية هو تحوُّلٌ للأنظار، وحرفٌ للاهتمام بعيدًا عن إسرائيل وجرائمها، ومحاولة لتفكيك الاحتجاجات ضدها، وإحداث انقسام داخلها.
لكن جماعة الإخوان فشلت في كل هذه المحاولات، وقد تابعتُ تغطية منصات التواصل، ورأيت أن معظمها يندد بالجماعة وسلوكها، ويصف أفرادها بالخونة الكذابين، ويطالب بنبذهم وكشف نواياهم الخبيثة، بمن فيهم الإخوان الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية ويشاركون في الكنيست، وبدلًا من إدانة حكومة نتنياهو، يسعون لتحويل الأنظار للإساءة إلى مصر.
لقد سقطت أقنعة هؤلاء، ونبذهم الجمهور الواعي المدرك للدور التخريبي للجماعة. لكن الأهم أن الشعب المصري قد اصطف بكل صلابة للدفاع عن بلده وقيادته، وتصدى بحزم لتلك الجماعة المخربة، واستطاع إفشال مخططاتها في المهد، فكشف ضعفها وانعدام تأثيرها، وأن خداعها لم يعُد ينطلي على شعبنا الواعي. كما أن سقطات الجماعة تتوالى، وأقنعتها تتساقط، ولم تعد تحظى بأدنى مصداقية، بل أصبحت مثيرة للتقزز، تجر وراءها خيباتها مع أكاذيبها المكشوفة.
لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت رابط دائم: