صديقى رجل مسالم لا يحب المعارك، وليس له فى الصراعات، وهو يؤدى عمله بكل المسئولية، وليس له فى تجمعات الشلل وأهواء الباحثين عن الشهرة والأضواء.
كانت العلاقات بين صديقى وسكان العمارة تتسم بالاحترام، خاصة أنه لم يكن قريبًا من أحد على حساب الآخر، لأنه لا يحب المشكلات والصراعات..
كانت شقة صديقى فى منتصف الدور، على يمينه يسكن تاجر كبير، وعلى يساره طبيب مشهور.. كانت العلاقات بين الجيران دائمًا طيبة، حتى حدثت الأزمة.. وضع صديقى سيارته أمام باب الجراج لكى يشترى شيئًا من دكان قريب، وحين عاد إلى سيارته، وجد السيارة مهشمة، وأبناء التاجر ينزعون فرشها، وأبناء الطبيب يكسرون الزجاج.. بدأ صديقى يصرخ ويستغيث ببقية السكان، ولم يسمعه أحد. وبدأ مسلسل تبادل الشتائم، وتراشقت الأيدي، وسمع صراخ زوجته، فقد اقتحم الجيران شقته واعتدوا على أبنائه، وبدأ تكسير الشقة.. وقف صديقى يتابع المشهد، والطبيب يزلزل أركان الشقة، والتاجر يطلب العمال، وزوجة صديقى تحاول أن تبعد عنه الأيادى التى تلتف حول عنقه، وأطفاله الصغار يصرخون خوفًا.. كان صديقى يستنجد بسكان العمارة، وجيرانه يهدمون البيت عليه، ولم ينجده أحد. كان يمسك بيد زوجته، وكلاهما يحمل أحد الأبناء.
لم يصدق كيف اجتمع الجيران عليه رغم أنه كان مسالمًا مع الجميع، وكيف انطلقت عليه زوابع الشر يمينًا ويسارًا من التاجر والطبيب، وكيف تخلى عنه الجميع، حتى سكان العمارة.
كان صديقى حزينًا وهو يطوف بين أطلال الشقة التى حطمها الجيران، رغم أنه لم يكن خصمًا لأحد منهم، وكيف اجتمع الطبيب مع تاجر الخردة فى الاعتداء على الجار المسالم..
ذهبت إلى قسم الشرطة مع زوجتى كان المأمور يجلس وأمامه جيرانى، وفوجئت لأول مرة أن جارى الطبيب والتاجر، شخصيتان ذوا نفوذ .. أخذت زوجتى وخرجت..
ومازال صديقى واقفا أمام المأمور.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: