رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
(ماسْك) الأخطر بالعالم على ترامب!

يُشَكِّل (ماسْك) خطرا ماديا يُخيِف ترامب بأكثر مما يمكن أن يُهَدِّده به كلُ أعدائه من القوى العظمى العالمية! لأن ترامب يواجه أعداءه الخارجيين بالقوة الشاملة لأمريكا، عسكرياً واقتصادياً وسياسياً..إلخ، بشعار أن هجومهم مقصود به أمريكا كدولة وشعب، وهذا يجعل الجماهير الأمريكية تصطف خلفه. ولكنه يقف وحده فى خصومته مع ماسْك، ليس لأنه يلتزم بشرف المنازِلة، ولكن لأن هناك روادع داخلية قوية، قانونية وعُرْفية، تمنع الرئيس من استخدام قوة الدولة فى إحدى معاركه الشخصية، وكانت هذه حجته القوية ضد بايدن، لأنه، بزعم ترامب، قد استغل صلاحيات الدولة ضده فى معركتهما الشخصية. أما قوة ماسْك ففى نفوذه غير المسبوق تاريخياً، كأغنى رجل بالعالم، بثروة تتجاوز ميزانية بعض الدول المتوسطة، بقدر يجعله يتحمل خسارة بضعة مليارات ليحقق جملة نجاحات تاريخية معاً: أن يقتصّ من خصمه الكبير، وكذلك أن يُنْسَب لشخصه مجدٌ يدخله التاريخ كبطل، لأنه يعلم بذكاء لا يمتلكه كثير من رجال الأعمال، أنه يمكنه أن يحظى برضا قطاع من الصفوة والقيادات وكثير من الجماهير عندما ينقذ البلاد من الركود السياسى المدمر الذى يحرص الحزبان الكبيران على استمراره، بإغلاقهما معاً فرصة إتاحة المجال لغيرهما، مما ضيق آفاق الديمقراطية، وهدد بقتل العمل السياسى، لذلك أعلن ماسك فكرته عن تشكيل حزب سياسى جديد يخوض الانتخابات النصفية القادمة، مع إمكان أن ينجح فى تكوين كتلة مُرَجِّحَة، تلغى احتكار أحد الحزبين لأغلبية الكونجرس، فيمكن بهذه الكتلة ترجيح تمرير مشروع قانون ترضى عنه، وأيضاً تعطيل مشروع آخر ترفضه.

يُراهِن ماسْك على أن ترامب يُتيح لهذه الفكرة النجاح، لأنه تسبَّب سريعاً، نتيجة لتنصله من وعوده، ولصدماته السياسية وقراراته المتقلبة، فى تبديد نجاحه الكبير فى الرئاسة وفى إحراز سيطرة، حتى إنْ كانت محدودة، على مجلسى الكونجرس. ولكن تأكدت مؤشرات مغايرة تماماً بعد مضى أقل من 10 أسابيع، عندما خسر مرشحه فى عضوية المحكمة العليا بولاية ويسكونسون، برغم الدعم الضخم الذى وفره له ترامب. سيكون هناك أثر لإلقاء ماسْك حجراً فى بركة السياسة الخامدة، حتى لو تراجع عن فكرته وأبرم اتفاق تهدئة مع ترامب!

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: