رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
مصر وأوروبا.. وتصحيح سياسات ترامب!

صدمات كثيرة ستغير ترامب القادم، لعل أهمها داخليا القنبلة النووية التى ألقاها عليه أيلون ماسك دون أن يدرى، والخاصة بأن اسم ترامب ورد فى ملف «إبستين» الشهير، المتهم باستغلال القاصرات جنسيا، وعندما أدرك معناها، وتأثيرها المستقبلى سحبها سريعا بعد أن أحدثت آثارها، وتفاعلاتها المستقبلية، ثم معركته مع «هارفارد» الجامعة الشهيرة، وهى معركة لا يمكن أن يفوز بها، وتأثيراتها متلاحقة دوما. لقد عاش ترامب شهرا صعبا أخيرا، وقد اكتشفنا ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع المستشار الألمانى فريدريش ميرتس، ففى هذا المؤتمر كانت صورته مغايرة تماما لكل مؤتمراته التى عقدها فى البيت الأبيض فى الأيام المائة الأولى، ولعل أشهرها مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، حيث لم يستطع أن يواصل سياساته فى تقزيم الآخرين، وأنه لا أحد فى مستواه، وأنه تم اختياره لكى يجعل أمريكا عظيمة. لقد كان المستشار الألمانى أقوى من ترامب فى رسم مستقبل العلاقات بين بلاده وأمريكا، وما فعله ميرتس أنه أعاد الاعتبار لأوروبا كلها، حيث طغت مهنية المستشار على السياسات الترامبية، خاصة فى موضوع الحرب الروسية- الأوكرانية، ولعل ما يهمنا فى المؤتمر الصحفى المشترك بين ترامب والمستشار الألمانى هو حديث ترامب عن مصر، حينما حاول صحفى استدراكه بسؤال: لماذا استثنى مصر من قائمة الدول المحرومة من دخول أمريكا؟، فكان رده بليغا أن مصر شريك مقرب، وتسيطر على الأمور، بمعنى أوضح دولة مستقرة، وقوية. أعتقد أن مصر فى تعاملها مع إدارة ترامب، منذ عودته فى يناير الماضى، هى من جعلت ترامب يقر بالحقيقة أمام الأوروبيين، أنها دولة مستقرة، وتتعامل مع الأحداث السياسية فى المنطقة بهدوء ودبلوماسية، رغم ما تشكله الأوضاع السياسية والاقتصادية من تحديات للأمن القومى، كما أعتقد أن العالم سيقف طويلا أمام الدور الأوروبى فى تصحيح سياسات ترامب بالنسبة للحرب الأوكرانية، أو حتى طريقة التفاوض مع إيران، كما سيقف العالم طويلا أمام دور مصر فى تصحيح أسلوب تعامل الأمريكيين مع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وكيف وضعت مصر حقوق الفلسطينيين فى الضفة وغزة أمام الأجندة الأمريكية، والعالمية بضرورة الحل السياسى.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: