أخطر مؤشرات يُبديها ماسْك فى معركته المحتدمة ضد ترامب، أنه يؤيد التوجه لعزله من الرئاسة، خاصة أن هذا يتوافق مع آمال العالم أجمع، والأهم أن له مؤيدين كثيرين من داخل أمريكا. وأما ما يدعم موقفه عمليا فهو أن هذا المسعى مختلف عن محاولات السنوات السابقة، ضد كلينتون وبايدن وترامب نفسه فى ولايته الأولى، لأن ماسْك يُدرِك افتقار هذه المحاولات إلى الآليات الداعمة لها، لذلك، فقد دعا، ليكون فى يده أهم هذه الآليات، معتمدا على ثروته وذكائه فى مبادراته الناجحة، ونفوذه كأغنى رجل فى العالم، إلى تأسيس حزب جديد يبدأ بضم جناح من الجمهوريين معارضين لسياسات ترامب، بما يهدد بانقسام حزب ترامب وإضعافه. وأما أهم لحظة لتجلى نتائج هذا المسعى، إذا استمر خلاف الاثنين بنفس وتيرة التصعيد، ففى الانتخابات النصفية لمجلسى الكونجرس، فى نوفمبر 2026، فإذ اكتمل تأسيس الحزب عندئذ، وهذا ممكن قانوناً، وإذا نجح ممثلوه بنسبة مؤثرة فى المجلسين، وهذا وارد عملياً، فسوف يكون ترامب فى خطر داهم، خاصة لتأييد عزله من داخل أمريكا وخارجها، بعد أن أصاب بتقلباته العالم كله، وخسر قطاعات واسعة من شعبه. لاحِظْ أيضا أن إعلان ماسْك عن تأسيس حزب جديد، وتقديره بأن نحو 80 بالمائة من الطبقة المتوسطة هم جماهير مشروع حزبه، لأنهم مضارون من سياسات ترامب، قرار لا يُتخَد فى 129 يوماً فقط، هى إجمالى مشاركته فى إدارة ترامب، بما يؤكد أنه كان يُجَهِّز لهذه المعركة قبل ظهورها!
هذا هو أهم ما فى المعركة غير المسبوقة بتاريخ أمريكا الحديث، إلا أن بعض وسائل الإعلام تُرَكِّز على أقل ما فيها أهمية، مثل اتهامات ترامب لماسْك بأنه مجنون مدمن للمخدرات، وهجوم ماسْك عليه بأنه متورط فى فضائح جنسية موثقة فى إحدى القضايا..إلخ.
أما أول ضربة أطلقها ماسْك بالفعل، فهى تحذيره من المخاطر على الطبقة المتوسطة من مشروع قانون ترامب لفرض ضرائب جديدة، وقوله إن القانون، لو مَرّ من مجلس الشيوخ فى يوليو المقبل، فسوف يتسبَّب فى عجز إضافى قَدَّره بـ2.5 تريليون دولار، وان هذا سيُثْقِل كاهلَ المواطنين الأمريكيين بما لا يُمكِنهم تحمله.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: