المؤكد أن الضرر البالِغ سوف يصيب الاثنين، ترامب وماسْك، نتيجة لصراعهما المفاجئ ضد بعضهما البعض، الذى بدأ الأربعاء الماضى واشتعل بسرعة فائقة وشراسة غير معهودة! وبعد أن أسهَبَت وسائل الإعلام بالعالم فى الكلام عن بداية المعركة وتطوراتها، فإن ما ينبغى أن يحتل الأولوية الآن هو ما يمكن أن يترتب على صراع اثنين من أقوى الشخصيات المؤثرة بالعالم: ترامب بصلاحياته كرئيس أقوى دولة، وبعقلية يصعب حساب أهدافها البعيدة ويستحيل التنبؤ بخطوتها التالية، يقابله فى الصدام إيلون ماسك، الذى هو أغنى رجل بالعالم، تمتد أعماله إلى مجالات شتى، فى عدة قارات، بنجاحات لم يسبقه إليها أحد فى التاريخ، وله طموح جسور بلا حَدّ، وقدرات خارقة فى مجالات البيزنس وفى آفاق أخرى يفاجئ بها متابعيه، وكان منها تدخله العَلَنى داعماً لترامب فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وأعلن هو، بمجرد بدء معركته الأخيرة مع ترامب، أنه لولاه لما فاز ترامب! وحتى لو جَنَّبْنا المبالغة فى قوله، فإن المؤكد، وفق المعلومات المُعْلَنَة، أنه تبرع من أمواله لحملة ترامب بـ250 مليون دولار، كما أنه ساعد بعض فريق ترامب المرشحين فى مجلسى الكونجرس على الفوز بمقاعدهم، وبذلك كان له الفضل فى توفير أغلبية مريحة لترامب فى الكونجرس تدعم قراراته.
وكان هؤلاء الفائزون من أوائل من استشعروا الخطر عليهم من هذه المعركة، فهناك انتخابات التجديد النصفى العام القادم، وإذا استمر الخلاف بين الاثنيْن الكبيريْن، فينبغى أن يتوقعوا أن تكون ضربة ماسْك لترامب بتقليص مؤيديه فى الكونجرس، مما يضعهم فى حرج بالغ يربك حساباتهم.
أما أقصى ضرر يمكن أن يلحق بماسْك فى هذه المعركة فهو أن يخسر بضعة مليارات من الدولارات، وهذا لا يجعله يتردد فى السعى لإلحاق أكبر ضرر بترامب! وكان أهم تصريح لماسْك أخيراً، تأييده بعزل ترامب. والمعروف أن أول مفتاح فى مشوار إجراءات العزل المعقدة، أن يخسر ترامب أغلبيته فى مجلسى الكونجرس فى الانتخابات النصفية القادمة، وإذا نجح ماسك فى هذا، فسوف تتوفر إمكانية عزل ترامب، أما إذا تَمَكَّن من إقناع الأعضاء الحاليين بتغيير مواقفهم فسوف تكون فرصة العزل أقرب.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: