رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
الفيتو الأمريكى..!

انتظرنا من أمريكا هدنة فى غزة من حرب الإبادة، والتجويع الإسرائيلية التى لا مثيل لها فى تاريخ البشرية والإنسانية، فجاءنا «الفيتو الأول» فى عهد الرئيس ترامب، والأمريكى السادس، فى ترسانة الحماية الأمريكية لإسرائيل، منذ أن انطلقت الحرب فى قطاع غزة منذ ما يقرب من 20 شهرا وحتى الآن.

لم يكن الفيتو الأمريكى جديدا، لكنه محبط، وذات معانٍ، ودلالات مخيفة لنا، وللعالم، والمستقبل الإنسانى، كما أنه (الفيتو) يعنى إعطاء مزيد من الوقت لإسرائيل لممارسة العربدة، والقتل، والإبادة فى قطاع غزة، علاوة على أنه إضافة جديدة للممارسات الأمريكية ضد العرب، والفلسطينيين هذه المرة، وتجويع أهلنا، بينما المجتمع الدولى كله يقف ضدها، وفى مقدمته مجلس الأمن (كل أعضائه ضد أمريكا) بينما هو غير قادر على إصدار بيان بوقف الإبادة، والتجويع ضد المدنيين، والأطفال، والنساء، رغم أن الـ«14» عضوا الآخرين (الدائمين وغيرهم) فى مجلس الأمن وافقوا على القرار، ولم يستطيعوا إصداره لإشهار أمريكا يدها، ووقفها القرار الذى يعتبر علامة حادة ضد كل ما هو إنسانى عرفته البشرية.

لقد كان مثيرا جدا، ليس الرأى الروسى، والصينى، والفرنسى.. وغيرهم الذين رفضوا الموقف الأمريكى المشين، ولكن ما قالته باربرا وودورد، ممثلة بريطانيا بمجلس الأمن، التى وصفت الموقف فى غزة بأنه «لا يحتمل، ويجب أن ينتهى»، بل انضم إلى الموقف الجديد، والبارز، أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الذى شدد على أن يكون الموقف الراهن، والتالى هو «إجراء تحقيق فورى، ومستقل، فى الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، ومحاسبة المجرمين»!

أعتقد أن ما يحدث من قتل للأطفال، وإبادة للسكان، وتركهم فريسة للجوع، والمرض، والعطش تحت نظر المجتمع الدولى- هو شىء مشين ليس لإسرائيل، وأمريكا فقط، بل العالم كله الذى يشاهد ما يحدث، ويسكت عنه، ولذلك يجب على أمريكا أن تتراجع عن هذا «الفيتو» قبل أن تفتح أمام العالم لغة الغاب، والهمجية، لأن أمريكا التى كانت لها إسهاماتها ما بعد الحرب العالمية الثانية فى إنشاء المؤسسات، وحماية العالم، هى نفسها الآن التى تهدمها ما بعد حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، فهل تجد هذه الرسالة من يسمعها فى أمريكا، أو حول الرئيس ترامب، لأن الفيتو يهدم كل مقولاته نحو السلام، ويفتح شهية العالم للحروب، والإرهاب؟!


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: