لا تزال الدول الغربية الصديقة لإسرائيل تاريخياً حريصة على ألا تتجاوز مرحلة تهديدها لإسرائيل، وأن تكتفى بإصدار تصريحات وبيانات ضد جرائم الحرب البشعة التى ترتكبها ضد الفلسطينيين المدنيين العزل! فى حين أن الجرائم تتصاعد وتفوق فى توحشها ما شاهده العصر الحديث، ولا يقترب منها إلا جرائم الحرب التى كان اليهود ضحاياها على يد النازيين فى الحرب العالمية الثانية! وقد لاحظ بعض المراقبين المدققين أن الحكم النازي، كان ضمن جرائمه أن يُغرِى اليهود فى المعتقلات بالاستحمام، وهو حلم كل معتقل يتعرض لعدة أيام للتعذيب والتجويع، إلا أن المعتقلين كانوا يُحبَسون فى الحمامات ويُطلَق عليهم الغازُ المميت!
ويعتقد هؤلاء المعلقون أن هذه الجريمة البشعة هى التى أوْحَت للجيش الإسرائيلى الآن أن يجذب ضحاياه الفلسطينيين فى غزة بطُعْم الحصول على المساعدات الغذائية وهم تحت حرب تجويع طوال أكثر من شهرين، ثم عندما يقتربون من مراكز الطعام التى حددها لهم الجيش، يُطلَق عليهم الرصاص فيُوقِع منهم فى كل مرة عدداً من القتلى تجاوزوا المئة فى بضعة أيام، إضافة إلى أعداد أكبر من الجرحي! وهى الجريمة التى رفعت من حدة إدانة بيانات أصدقاء إسرائيل لها، ولكن دون أن تتحول إلى إجراءات عملية! حتى إن هذه البيانات لم تُفَنِّد التبريرات الواهية لإسرائيل بأن الجيش يطلق الرصاص على من يُشتَبَه فى أنهم من مقاتلى حماس! فهل يَرى أصدقاء إسرائيل التاريخيون أن الاشتباه وحده كافٍ لإطلاق الرصاص على جماهير من المؤكد أنهم من الجوعي، حتى لو كان المُشْتَبَه فيهم بالفعل مقاتلين؟
ثم، إن الفيتو الأمريكى كان مُنْتَظَرَاً قبل إشهاره رسمياً فى مجلس الأمن الأربعاء الماضى ليُجهِض مشروع قرار وقف إطلاق النار لإنقاذ الفلسطينيين من المذابح، وهكذا ضمن أعضاء المجلس من أصدقاء إسرائيل التاريخيين أن موافقتهم على مشروع القرار لن يؤثر على إسرائيل عملياً ما دام أن الفيتو مضمون، فأعلنوا تأييدهم للمشروع المؤيد مسبقا، حتى يُعطوا إسرائيل فرصة إضافية عَلَّها تتوقف بنفسها بعد أن تحقق ما يرضيها، فتُعفِى من يُؤجِّلون اتخاذ موقف من حَرَج أمام شعوبهم التى انتفضت ضد إسرائيل وضد حكوماتهم المتواطئة أمام المذابح!!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: