رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

هوامش حرة
لا تخافوا على ثقافة مصر

استغل بعض الأدعياء حالة الخمول التى تعيشها الثقافة المصرية، واندفعوا يتزاحمون ويحملون الألقاب ما بين مؤرخ لم يدرس التاريخ، واستراتيجى لا يعرف شيئًا فى السياسة، ومفتٍ ومنظر لا يعرف شيئًا فى الأديان. ونصّب هؤلاء أنفسهم رموزًا للثقافة المصرية، ووجدوا من يروّج لهم، وتدخلت المصالح فى هذه الهجمة الشرسة على ثقافة مصر.

وانطلقت هذه الظواهر الغريبة تدعو للتطبيع، وتدافع عن المشروع الصهيوني، وتدين مقاومة الشعب الفلسطينى البطل، وتهدم وتشوه تراث الشعوب وثوابتها، وانطلقت تجمع الخزعبلات من تشوهات الأحداث والتاريخ. والشيء المؤسف أنها وجدت إعلامًا يؤيدها، وأموالًا تحطم كل الثوابت دينيًا وتاريخيًا وأخلاقيًا.

مثل هذه الظواهر المرضية تنتشر فى عصور التردى الفكرى والثقافي، وتجد صدى فى أوقات المحن والأمية والجهالة، وللأسف إنها تجد الدعم والتأييد من بعض جهات كان ينبغى أن تحافظ على مقومات الشعوب وبنائها الفكرى والثقافى والدينى والسلوكي.

أنا لا أخاف من هذه الظواهر، لأنها تستغل فراغ الفكر وعصور الفتن وغياب القدوة. أنا لا أخاف على ثقافة مصر، لأنها ممتدة فى أعماق الزمن والتاريخ والبشر، ولا أخشى من أشباح التخلف، لأن نيل مصر اكتسح فى مساره سنوات طويلة من السطحية والتخلف والإسفاف.

لا تخافوا على النيل، كلها شوائب عابرة، سرعان ما تلاشت فى غبار الزمن وخزعبلات التاريخ.. إن حالة الفوضى التى يعيشها المناخ الثقافى فى مصر ظواهر غريبة علينا، وهى تحمل أفكارًا مشبوهة ما بين تشويه الرموز وفوضى الفتاوى والدعوة للدين الإبراهيمى الجديد، ومواكب التطبيع، والأموال التى تتدفق من مصادر مجهولة، والعقول المشوّهة التى تنشر الجهل والتخلف تحت دعاوى التنوير.

إنها مؤامرة تستهدف عقل مصر، أغلى ما تملك.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: