رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
5 يونيو 2025

يوم مشحون دينيا وتاريخيا، حيث يقف أهالينا بعرفات، ودعاؤهم ودعاؤنا مستجاب بإذن الله، وكلنا أمل ورجاء بالاستجابة، وأغلى أمانينا الآن أن يوقف الله العدوان على أطفال ونساء غزة، ونراهم مستورين فى الدنيا، وأن يتقبل الله الراحلين الأبرياء منهم فى رحابه، وأن يسكن الآلام ودموع أهالينا فى كل مكان بالأراضى المحتلة، وفى كل بقعة تبكى على كل طفل يتيم، وكلى أمل ورجاء بالاستجابة أن تعيش غزة، وأن تحيا فلسطين من جديد ليشعر الفلسطينيون بأن لهم أهلا، ووطنا يخافون عليهما، ويدعون لهما.

إننى أتذكر 5 يونيو 1967، 58عاما مرت ولم تكن أبدا ذكرى بل حية لا تموت، ومصر تعمل من أجل ألا تعود أبدا علينا وعلى العرب، وكان قدر الله ومشيئته أن كان لمصر قائد عظيم، وشجاع، ونادر فى تاريخنا هو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان قدر الهزيمة الثقيلة أن تحدث وهو معنا (أشجع الرجال) الذى غير مصر والمنطقة العربية كلها قبل رحيله، وكان يريد تغيير العالم معها، وبالنسبة لنا كمصريين فإن بطلنا كان قادرا فى لحظة دقيقة من تاريخنا على أن يحمى مصر من الاحتلال البغيض، وأن يلملم الهزيمة التى لم يرفضها ولكنه تقبلها بشجاعة الرجال، وقرر أن يبنى مصر من جديد، فاختار خليفته أنور السادات، وكان جديرا بالاختيار.. ملما بأهداف مصر، ورغبات رئيسها أو بطلها (إزالة آثار العدوان)، وقادنا فى حرب السلام باقتدار، وكانت سنوات ما بين 67 و70 قبل رحيله السريع والمفجع هى أفضل سنواته، وأدقها عملا، وتعبيرا فى تغيير مصر والمصريين وتأهيلهم للعصر الجديد، فعسكريا بنى الجيش، وسياسيا تعامل مع المجتمع الدولى، وقبل مبادرة «روجرز»، واجتماعيا هجر بورسعيد والسويس والإسماعيلية، واستعد للمعركة، ودخل حرب الاستنزاف التى كانت أول مؤشرات نصر 1973، وأكبر رسالة للعالم كله أن المصريين لا يتعايشون مع الهزيمة، ولن يقبلوها.

وأخيرا، كل دعائنا فى هذا اليوم المشحون أن يساعد الله قائد مصر والمصريين عبدالفتاح السيسى فى تحقيق أهدافه النبيلة، وأن يكون معه المصريون على قلب رجل واحد، وأعتقد بضمير صاف أنه قادر على بناء مصر كما نتخيلها، ونحلم بها، وندعو له ولها بالتوفيق.. وكل عام وأنتم بخير.. عرفة وعيد سعيد.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: