رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
كيف ستنتقم روسيا؟

هذه حقائق خطيرة بديهية عن الضربة الشديدة ضد المطارات الحربية الروسية: فلم يكن من الممكن لأوكرانيا أن تُفَكِّر فى القيام بضربة بهذه الخطورة ضد روسيا، ثم تنسبها رسمياً لنفسها، إلا بموافقة، أو قُلْ بأمر، الدول الرئيسية التي، بداية، دفعت بها للحرب، ولا تزال تساعدها حتى الآن، سواء علناً أو سراً. كما لا يمكن لأوكرانيا أن تنجح فى هذه الضربة إلا بمساعدة عملية قوية من هذه الدول، توفر لها المعلومات الدقيقة التى لا يمكن تحصيلها إلا بقدرات دول عظمى تستطيع الرصد الدقيق من الفضاء، ومعرفة المعلومات التفصيلية، مثل: أماكن المطارات، التى يبعد أحدها أكثر من 4 آلاف كيلومتر عن الحدود مع أوكرانيا، وكذلك مواضع الطائرات، وأفضل توقيتات للضربة..إلخ. كما يَصعُب تصور أن يعترف زيلينسكى وفريقه بالمسئولية عن الضربة دون وعود بالدفاع عنهم وعن أوكرانيا. كما أن الضربة هى الأشدّ والأكثر إيلاماً لروسيا فى تاريخها الحديث، ليس فقط بتدمير نحو 10 بالمائة من أهم طائراتها الحربية التى يمكن أن تُستَخْدَم فى حرب نووية، وفيها طائرات تستطيع التحليق المتواصل لمسافة 15 ألف كيلومتر، أى إلى أبعد نقطة على الكوكب عن روسيا، ولكن الأهم هو المهانة التى لحقت بروسيا وشَكَّكَت فى قدرتها على حماية أرضها وشعبها، سواء جرى اختراق حدودها بتهريب معدات الضربة، أو، وهو الأخطر، أن يكون الاعتماد على عناصر من داخل روسيا، إما عملاء روس أو أجانب تمكنوا أن يندسوا بين الروس. ثم إن كلاً من المُخَطِّط للضربة، والفاعل والمعاونين، يتأكدون من أن روسيا حتماً ستَرُدّ، على الأقل بما يتساوى مع الضربة، أى أنهم يدفعون دفعاً بالتصعيد إلى ما هو أبعد كثيراً من المدى الذى وصلت له الحرب طوال أكثر من 3 سنوات!

يُتَوَقَّع أن تظهر أول ردود أفعال روسيا فى المفاوضات مع أوكرانيا الدائرة فى إسطنبول. فهل ستكون الخطوة التالية برَدٍّ عسكرى داخل أوروبا؟ وهل يصل الرد إلى أمريكا؟ أم أن يكون لروسيا دور أكبر باستنزاف أعدائها فى الصراعات الأخرى المتداخلين فيها؟ وهل ستُعلِن روسيا مسئوليتَها صراحة؟ أم تترك الأمر يُعلِن عن نفسه؟

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: